وزارة الثقافة تطلق فعاليات ملتقى فلسطين للقصة العربية إلكترونياً
تاريخ النشر : 2020-10-20 21:48

رام الله - " ريال ميديا ":

أطلق وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف، اليوم الثلاثاء، فعاليات ملتقى فلسطين الأول للقصة العربية "دورة الشهيد الأديب ماجد أبو شرار"، بمشاركة 25 كاتباً، وأديباً، وناقداً من ست دول عربية وهي: الأردن، السعودية، البحرين، تونس، مصر، المغرب، بالإضافة لمشاركة كتاب ونقاد من فلسطين والشتات، حيث تبث كافة اللقاءات عبر منصة "زووم". 

وقال الوزير أبو سيف في كلمة الافتتاح إن ملتقى فلسطين للقصة العربية يأتي تزامنًا مع الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد القائد الأديب ماجد أبو شرار، شهيد الوعي والفكر النضالي والثوري الذي كان يخشاه الاحتلال كغيره من الكتّاب القادة الذين أسسوا وعي الكفاح والنضال في إبداعاتهم النضالية الأدبية والفنية.

وأضاف: "حين نحيي ذكرى الشهيد القائد الأديب ماجد أبو شرار، فإننا نحيي معه وعيًّا ثقافيا خلّده من خلال كتاباته التي لا تزال بخبزها المرّ شهدًا يفتح شهية الاستزادة من فكر الكفاح الوطني الإبداعي الخلاّق، مؤتمنين على أن يظلّ الوعي حرّا يسعى من أجل الحرية والكفاح والخلاص، وأن تظل الثقافة التي أسسها الأولون حامية لثقافة أجيالنا ورافعة لوعيهم ومنهجًا سليمًا لفكرهم".
 

وتابع الوزير أبو سيف أن وزارة الثقافة تطلق فعاليات ملتقى فلسطين للقصة العربية الذي تستضيف من خلاله أدباءَ وكتّاب وأكاديميين كجهات اختصاص في القصة العربية؛ انطلاقاً من أهميتها ودورها في رفد الثقافة العربية وفي تأطير الوعي السليم والنقي الذي يساهم في توطين فكرة الثقافة الوطنية الرافضة للقبح والتدجين والتطبيع، وتؤكد على أن الثقافة العربية الخالدة هي بوصلة للثقافات، ومنهج وعي وفكر أسسته ثقافة الحق والعدل لتقاوم ثقافة السطو والظلم والظلام.
 

من جهته ألقى الأديب محمود شقير كلمة الأدباء المشاركين في الملتقى قائلاً إن هذا الملتقى يعزز مكانة القصة العربية، ولفتِ الانتباه إلى حضورها المهمش نوعًا ما، و ضرورة العودة للاهتمام بها، مؤكداً أن حيوية القصة القصيرة مرتبط بالتطوّر المتلاحق في مسيرتها؛ سواء على الصعيد العربي أم العالمي، مضيفاً أن القصة القصيرة انتقلت من الشكل الكلاسيكي المعروف إلى أشكال متنوّعة، كما تحوّلت اللغة فيها من لغة خبريّة إلى لغة إيحائية، غير أن المعضلة التي تواجهها تتمثّل في تجاهل عدد غير قليل من النقّاد لها وانصرافهم عنها إلى الرواية، و تفضيل دور النشر للرواية على المجموعة القصصية.
 

وأوصى شقير بضرورة أن يخرج الملتقى بعدة توصيات أهمها: نشر مجموعات قصصية للكتّاب والكاتبات؛ وللشابات والشباب خاصة، وتخصيص جائزة للقصة القصيرة على غرار جائزة ملتقى القصة في الكويت، والاستمرار في منح جائزة نجاتي صدقي التي أنشأتها وزارة الثقافة للكتاب الشباب، بالإضافة إلى تعزيز نشاط بعض المؤسسات الثقافية الأهلية التي تمنح جوائز للقصة في بعض دورات الجوائز مثل مؤسسة القطان في رام الله، وملتقى المثقفين المقدسي في القدس.
 

وأدار الافتتاح الشاعر عبد السلام عطاري الذي أكد أن وزارة الثقافة تؤثث هذه الملتقيات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي منطلقة من أهمية إثراء المشهد الثقافي عبر الفضاء الإلكتروني لتظل رسالة الثقافة الوطنية الفلسطينية حاضرة على الرغم من كل العوائق التي فرضها كوفيد 19 (كورونا) والعراقيل التي يفرضها كوفيد الاحتلال، وأضاف أن وزارة الثقافة أطلقت هذا العام العديد من البرامج الثقافية الافتراضية مثل طلات ثقافية وملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية، وتحدث عن أهمية القصة القصيرة ودورها في أدب الأرض المحتلة كمحطة من محطات الوعي الكفاحي الفلسطيني.
 

وتحمل أولى جلسات الملتقى عنوان (شهادات حول القصة القصيرة: بدايات ووقائع الحاضر)، يشارك فيها: بسمة النّسور/ الأردن، وعبد الله الناصر/ السعودية، ومحمود شقير/ فلسطين، ويديرها: يسري الغول.
 

فيما تعقد ندوتان أدبيتان يوم الأربعاء، الأولى تحت عنوان (القصة القصيرة في الأرض المحتلة: التحدي والأثر) يشارك فيها عادل الأسطة، وعبد الله تايه، ونبيه القاسم، وتديرها نهى عفونة العايدي، وذلك في الساعة الخامسة مساءً، والثانية في تمام الساعة السابعة، تحت عنوان (أسئلة الكتابة لدى القاص الفلسطيني في الوطن والشتات) يشارك فيها جمعة شنب، و شيخة حليوي، ومحمد نصار، وميس داغر، إدارة: إياد البرغوثي. الساعة: 7:00 مساء بتوقيت القدس.
 

أما يوم الخميس وهو اليوم الأخير للملتقى، سيتم عقد ندوة (كتابة القصة القصيرة: رؤية جديدة) التي يشارك فيها: جميلة عمايرة/ الأردن، وجميلة الوطني/ البحرين، ونيروز قرموط/ فلسطين، وهشام أصلان/ مصر، ويديرها عبد الغني سلامة، الساعة 5:00 بتوقيت القدس .
 

وتختتم الفعاليات بندوة (القصة القصيرة في الوطن العربي الواقع والمأمول) بمشاركة أنيس الرافعي/ المغرب، وحسين المناصرة/ فلسطين، ومحمد القاضي/ تونس، وهيفاء الفريح/ السعودية، وإدارة: د. آمنة حجاج.

الجلسة الأولى:

كما افتتحتْ أولى جلسات ملتقى فلسطين الأول للقصة العربية، مساء يوم الثلاثاء، بندوة تحت عنوان "شهادات حول القصة القصيرة .. بدايات ووقائع الحاضر)، شارك فيها الأديب الفلسطيني محمود شقير، والأديبة بسمة النّسور من الأردن، وأدارها الكاتب يسري الغول عبر تقنية "زووم".

وقال يسري الغول في افتتاح الندوة إن القصة القصيرة باتت تغيّب على حساب الرواية، ما يستدعي استحداث كثير من الأساليب الإبداعية بطرق جديدة، مؤكداً إيمان وزاره الثقافة بدور القصة القصيرة، حيث بات واضحاً بأننا بحاجة إلى إعاده توجيه البوصلة نحو القصه القصيرة.

وتحدث شقير في بداية مداخلته عن مجلّة "الأفق الجديد" التي كان لها الفضل عليه وعلى عدد غير قليل من الكتّاب الشباب آنذاك؛ الذين أُطلق عليهم في ما بعد جيل "الأفق الجديد"، وقد ضمّ هذا الجيل شعراء وقاصّين ونقّادًا؛ بعضهم توقّف عن مواصلة الكتابة بعد حزيران 1967، وبعضهم الآخر ممّن كانوا يكتبون القصة أو الشعر اتجهوا إلى النشاط السياسي أو إلى الرواية أو إلى الكتابة في التراث الشعبي أو الترجمة أو إلى النقد الأدبي.

وأضا،  أنه حينما كان يبحث عن صوته الخاص، أيقن بأنّ الاعتماد على السرد القصصي الذي يمضي بسلاسة ويسر، دون تكلّف أو افتعال، وبما يتوافق مع مزاج الشخصيّة القصصيّة ووعيها، يشكّل نقطة انطلاق أساسيّة في رحلة البحث هذه، مؤكداً في شهادته أنه لضمان إبقاء القصة القصيرة على قيد الوجود، فهو مطالب مثل غيره من كتّابها، بتطوير الأدوات الفنيّة المتعلّقة بهذا اللون الإبداعي.

مشيراً إلى بداية كتابته القصة القصيرة جدًّا أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ونشر آنذاك مجموعته القصصية "طقوس للمرأة الشقية" التي حظيت في حينه برواج كبير نسبيًّا، حيث كان في تلك السنوات يعيش في المنفى محروماً من المكان الأوّل الذي ولد وترعرع فيه واستلهم منه كثيرًا من قصصه.

أما بسمة النسور، عرضت شهادتها حول القصة القصيرة، قائلة: " إنه بعد صدور ست مجموعات قصصية لها على مدى سنوات عشر، "أجد نوافذ ذاتي مشرعة على الشك في جدوى ما اقترفت يداي، وأطرح أسئلتي المرتابة حول مدى إخلاصي لتجربتي القصصية، وأنا أدرك تماماً أنني لم أمنحها سوى الفائض من اكتراثي".

وأضافت: "أحاول جاهدة استعادة يقيني الذي تبدد وبراءتي الأولى، وتلك الفرحة التي كانت تكتسح روحي بسهولة حتى أنتهي من كتابة قصة ما. آنذاك كان بإمكاني أن أقفز بهجة، وأن لا أتورع عن حب نفسي، والتعبير عن ذلك الحب بأكثر الطرق صبيانية. ولم أكن لأتردد في قراءة القصة على مسمع أول ضحية تصادفني لأنتزع اعترافا فوريا، وربما قسريا، بأنني قاصة ليس لها مثيل"

وأكدت النسور، أن كتابة القصة تهبها ببساطة شرط الحرية التي تحترق إليها، وتمنحها مشروعية بناء عالم يخصها وحدها، وتعبر من خلالها عن أكثر أفكارها تطرفاً وجنونا دون أن تتكبد خسائر تذكر.

وقالت :"أفتقد ذلك الزهو الجميل، وذلك اليقين الذي لا يأتيه باطل، بأنني حين أكتب القصص أحدث اختلافا ما وأمتلك مقدرة التأثير على الآخرين. لم تثر الدراسات النقدية العديدة التي تناولت أعمالي القصصية فرحا داخل روحي، وإن كانت تحقق نوعا من الرضى.

وأضافت: " أما الدهشة الحقيقية فكان مبعثها تلك العلاقات الإنسانية الشفافة التي تكونت مع بعض القراء الذين كانوا يعبرون بعفويه عن إحساسهم بقصصي، فيتضخم إحساسي بالزهو والبهجة."