الاتحاد العام للكتّاب والأدباء ينعى الأديب حنا إبراهيم
تاريخ النشر : 2020-10-15 17:35

رام الله - " ريال ميديا ":

نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الأديب الكبير حنا إبراهيم الذي وافته المنية اليوم الخميس 15/10/2020م بعد عمر مديد قضاه أديبًا ومبدعًا مناضلاً، أثرى خلال حياته، المكتبة الأدبية بعطائه المجتهد، وترك بصمته في مناحي عديدة من الحياة العملية والأدبية.

واعتبر الاتحاد رحيل الأديب حنا إبراهيم خسارة بالغة لمسيرة الأدب الفلسطيني، والمشهد الثقافي الوطني، وتعويض غيابه جسدًا لن يكون إلا بوضع منتجه تحت مجهر البحث والتناول وتعليم الأجيال ما أمن به الراحل وما ناضل من أجله.

وحنا إبراهيم من أوائل المبدعين الذين أصلوا لأدب المقاومة في فلسطين المحتلة عام 1948م، وكان رئيسًا لمؤسسة الأسوار سابقًا.

هذا وتقدم الأمين العام للاتحاد الشاعر مراد السوداني وأعضاء الأمانة العامة والهيئة العمومية بخالص العزاء وأصدق المواساة من عائلة الراحل الأديب حنا إبراهيم مع أصدق الدعاء بأن ترقد روحه بسلام وطمأنينة، وأن يلهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان.

في عام 1995 منحه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسام القدس للثقافة والفنون والآداب. وقد قلده إياه نيابة عن الرئيس الكاتب الفلسطيني الشاعر أحمد دحبور الذي خاطبه ب: يا عمنا أبا إبراهيم. وقد تمّ تكريمه من أكثر من مؤسسة وطنية وأدبية.

جدير بالذكر:

أنه شاعر وأديب ومناضل فلسطيني (مواليد الأول من تشرين الثاني / نوڤمبر من العام ١٩٢٧ ) من مواليد قرية البعنة الجليلية، التي سميت في «العصر الذهبي»، «البعنة الحمراء»، وهي إحدى قرى الشاغور في جليل فلسطين.

ولد لعائلة فلاحين متوسطة الحال وطنية فوالده كان قائد فصيل في ثورة ١٩٣٦.

- أنهى دراسته الابتدائية في قريته البعنة وأنهى الثانوية في مدينة عكا، ولكنه لم يجد عملاً، فانتسب إلى "مدرسة البوليس الفلسطيني"، وبعد ثلاثة أشهر فقط من تخرجه، استدعته المدرسة ليعمل فيها معلماً للقانون، وعندما أغلقت المدرسة بسبب الأحداث التاريخية ما قبل النكبة الكبرى، انتقل ليعمل شرطياً في عكا حتى نهاية «الانتداب البريطاني». ثم عاد إلى قريته «البعنة» ليعمل مع والده في الفلاحة، وبعد ذلك عمل في المحاجر وفي البناء نهاراً وفي الاحتراف الحزبي (في الحزب الشيوعي) والنشاط الوطني والاجتماعي مساء وليلاً حتى الستينيات.

- في أيار ١٩٤٨ انتسب إلى «عصبة التحرر الوطني» في فلسطين (فيما بعد اضطرارًا «الحزب الشيوعي الإسرائيلي») ، وفي أيلول ١٩٤٨ شارك في إحضار وتوزيع «المنشور السري» والذي دعا إلى الموافقة على «قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين»، ولهذا اعتقله «جيش الإنقاذ» وحبسه وحدد إقامته واتهمه بالخيانة العظمى وهددوه بالإعدام ولكنهم انسحبوا في جنح الظلام. تمامًا مثلما فعلوا مع العديد من قادة «عصبة التحرر الوطني» وأعضائها.

بعد أن عرف الجميع أمر انسحاب «جيش الإنقاذ» شارك رفاقه من الحزب بتوزيع منشورات تدعو الناس إلى الصمود والبقاء في بيوتهم ووطنهم مهما كانت الظروف، عمل في احصاء السكان وساعد الكثيرين ممن نزحوا إلى لبنان في العودة إلى الوطن.

- كان في أوائل الخمسينات في القرن الفائت عضوًا في هيئة تحرير «الجديد» التي كانت ملحقًا لجريدة «الاتحاد» برئاسة تحرير إميل حبيبي، الى ان تقرر إصدارها منفصلة ليرئس تحريرها محمود درويش في أوائل الستينيات.

- في عام ١٩٦٧ أُوفد إلى الاتحاد السوڤييتي لدراسة الفلسفة، فدرس اللغة الروسية، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية التي كان يتقنها، وقام بترجمة عدة قصص من الأدب الروسي ونشرها في أدبيات الحزب الشيوعي.

- في عام ١٩٦٩ تمّ تعينه مديراً لـ«مطبعة جريدة الاتحاد» لفترة، وكان عاملاً فيها. ومن ثم محرراً في صحيفة «الاتحاد»، لفترة قصيرة.

- في عام ١٩٧٨ انتخب رئيساً لمجلس قرية البعنة، وربما كان المنتخب الشيوعي الوحيد الذي حاز على ٩٩ بالمئة من أصوات أهل بلده، ورفض ترشيحه بالتزكية من سكان قريته لرئاسة المجلس المحلي مرة تالية.

- كان أحد الذين ظلمهم «الحزب الشيوعي»، فقاموا عام ١٩٨٩ بفصله، بدون أي تفسير رسمي، وبقي حنا إبراهيم لسنوات - لحسن نواياه ونقائه وطيبته التي تقارب السذاجة - يطلب محاكمته؛ ليعرف أسباب فصله أو طرده. ورغم الفصل إلا أن حنا إبراهيم استمر يدافع عن النظرية الماركسية ويرى العيب في تطبيقها، واستمر يعتبر نفسه، على حد تعبيره الذي كان يحلو له ترديده: «أنا آخر الشيوعيين الماركسيين الصادقين».

- رحل عن ٩٣ عامًا، معافى، فقد كان متماسك البنية، إلى ما قبل مدة قصيرة.

-

لي الكثير من الذكربات معه عندما تقاسمنا غرفة التحرير في «الاتحاد» في طاولتين ملتصقتين، قد أسردها في مكان آخر.

وبالمناسبة : ليكف من لا يعرف ويدعي انه يعرف - سيرة الرجل غنية ناصعة بما يكفيه ويكفينا شرفًا : هو لم «يكتشف» موهبة محمود درويش، ولم يكتب عنه محمود درويش قصيدة «بطاقة هوية» / المشهورة بـ «سجل أنا عربي». كفوا عن الهراء، وعن التسلق على قامات الراحلين.

[ سهام داوود ]

-

مؤلفاته

تُرجمت بعض قصصه إلى عدة لغات منها: العبرية والروسية والإنجليزية، تناول الكثيرون من طلاب معاهد التعليم العالي (الكليات والجامعات) أدبه ضمن دراساتهم الأكاديمية.

المؤلفات النثرية و الشعرية:

- صوت من الشاغور ١٩٨١.

- صوت من الشاغور ١٩٨٢.

- نشيد للناس١٩٩٢.

- صرخة في واد (مختارات من أشعاره ) ٢٠٠٧.

- أزهار برية (قصص) ١٩٧٢.

- ريحة الوطن (قصص) ١٩٧٩.

- الغربة في الوطن (قصص ) ١٩٨٠.

- أوجاع البلاد المقدسة (رواية) ١٩٩٧.

- موسى الفلسطيني (رواية) ١٩٩٨.

- عصفورة من المغرب (رواية)

- ذكريات شاب لم يتغرب (سيرة ذاتية) ١٩٩٦.

- شجرة المعرفة (سيرة ذاتية) ١٩٩٦.

- أزهار برية (مجلد لمجموعاته القصصية) ٢٠٠٠.