حمدوك يطالب واشنطن برفع الخرطوم من قائمة الإرهاب .. ووفد سوداني غير رسمي يزور دولة الاحتلال الإسرائيل
تاريخ النشر : 2020-10-11 23:13

الخرطوم - " ريال ميديا ":

دعا رئيس الحكومة الإنتقالية في السودان عبد الله حمدوك، الإدارة الأمريكية، إلى شطب الخرطوم من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، قائلا إن ذلك سيغير قواعد اللعبة لبلده الفقير بينما يحاول الانتقال إلى الديمقراطية.

وقال عبد الله حمدوك، في مقابلة مع صحيفة "فايناننشال تايمز" البريطانية يوم الأحد، إن العقوبات الأمريكية الناجمة عن وضع السودان على قائمة الإرهاب "تعيق اقتصاد البلاد ".

وأضاف الاقتصادي البالغ من العمر 64 عاماً، أنه "ليس هناك ما يضمن أن الانتقال إلى الديمقراطية سيظل في مساره حتى الانتخابات المقررة في 2022، والتحولات دائمًا ما تكون فوضوية "إنهم غير خطيين ولا يسيرون في اتجاه واحد".

وفي العام الماضي، أدت أشهر من الاحتجاجات الجماهيرية - قادتها في البداية نساء وأطباء ومحامون ومهندسون - إلى الإطاحة بالبشير، الذي استولى على السلطة في عام 1989، وقاد نظامًا إسلاميًا.

ووافق الجنرالات الذين أطاحوا به، بمن فيهم المقربون السابقون، على تقاسم السلطة مع المدنيين خلال فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.

لكن حمدوك قال إن الطريق إلى الديمقراطية يتعرض للخطر بسبب تصنيف الولايات المتحدة للسودان كدولة راعية للإرهاب، مضيفا "نحن معزولون عن العالم.. من الظلم معاملة السودان كدولة منبوذة بعد أكثر من 20 عامًا على طرد أسامة بن لادن، وبعد عام من الإطاحة بالنظام الذي كان يأويه، في إشارة إلى وضع السودان عام 1993 من قبل الولايات المتحدة على لائحة البلدان الراعية للإرهاب.

وأكد أن الشعب السوداني لم يكن إرهابيًا في يوم من الأيام. لقد كان هذا من أفعال النظام السابق.

وأضاف، أن السودان، التي دمرتها سنوات من سوء الإدارة والحرب الأهلية والفساد، كانت معزولة عن النظام المالي الدولي، ولم تتمكن من إعادة هيكلة 60 مليار دولار من متأخرات الديون.

وحول التكهنات بأن الخرطوم يمكن أن تعترف بإسرائيل إذا تم رفعها من قائمة الإرهاب، قال حمدوك، إنه لن يكون هناك مقايضة.

وبشأن دفع تعويضات لأسر ضحايا هجوم 2000 على المدمرة الصاروخية الموجهة يو إس إس كول، وتفجيرات عام 1998 التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، فأوضح قائلا "نأمل التعامل مع هذين المسارين بشكل منفصل".

وكانت قناة "كان" العبرية، كشفت يوم الأحد، أنه في ظل الاتصالات لتطبيع العلاقات، يجري التحضير لزيارة وفد سوداني مؤلف من 40 شخصية جماهيرية لإسرائيل في نوفمبر القادم.

وقال مراسل القناة، إن الوفد يضم رياضيين وفنانين ورجال أعمال، مشيرًا إلى أن عضو البرلمان السابق ورجل الأعمال السوداني أبو القاسم برطم هو من يقف خلف المبادرة.

وفي حديثه مع القناة، قال برطم إنه على اتصال مع جهات غير رسمية في إسرائيل بخصوص هذه المبادرة، مضيفاً "لم يتم التنسيق بعد مع السلطات في الخرطوم، لكن القانون المحلي لا يمنع مثل هذه الزيارة".

وأوضح، أن الهدف من الزيارة هو "كسر الحاجز النفسي لدى المواطن السوداني والإسرائيلي".

ودعا عضو البرلمان السوداني السابق، المسؤولين الإسرائيليين إلى السماح بإجراء هذه الزيارة، قائلًا: "إن زيارة من هذا النوع يمكن أن تقرب بين الشعوب"، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي عداوة وكراهية بين إسرائيل والسودان".

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، أن علاقة الخرطوم مع إسرائيل ما زالت خاضعة للنقاش، والسودان سيقوم بما تمليه عليه مصالحه.

وقال قمر الدين، لقناة "فرانس 24"، يوم الجمعة الماضي، "إن العلاقة مع إسرائيل خاضعة للنقاش، لكنها مفصولة تمامًا عن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، ونحن نستعجل إزالة اسم السودان من القائمة، ولا نضع أي علاقة بين هذه المسألة والعلاقة مع إسرائيل"، على حد قوله.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبدالفتاح البرهان، أعلن الشهر الماضي أنه بحث مع الوفد الأميركي في أبوظبي مستقبل السلام العربي الإسرائيلي، لافتا إلى أنه جرى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وفق حل الدولتين.

وأضاف في حينه أنه عقد محادثات مثمرة مع الأميركيين في أبوظبي بشأن رفع السودان من قائمة الإرهاب.