لبنان بعد احتلالين : ماذا قد تغير ؟
تاريخ النشر : 2020-09-07 00:13

أكرم أبو سمرا:

حين يستضيف مقدم برامج مسيحي عرمرمي/ مخضرم في OTV - حرف O هنا يرمز إلى الحرف الأول من اسم عون - مقدم برامج مسيحيا أكثر خضرمة ويعمل في قناة مقاومة ذات قواسم مشتركة اقتضتها الضرورة .. فإنك لابد أن تتوقع أمرا صادما من عقد قران كهذا .. اختصره الإمام علي بن أبي طالب بقوله : ( ما أضمر أحدكم شيئا إلا أظهره الله على فلتات لسانه ).

على فكرة :ذكرني هذان المقدمان المخضرمان بكاتب لبناني مسلم لا يستطيع بل يستحيل أن يكتب مقالا عن القضية الفلسطينية ..حتى لو كان الموضوع صفقة القرن .. إن لم – يدحش – فيه عبارة ينسبها إلى عرفات يقول أنه تفاخر بها من مكتبه في غزة : ( لقد حكمت لبنان أكثرمن 12 عاما ) ..!

طيب : وكان ما توقعته .. فهذه الحلقة التي كان الهدف منها مناقشة الوضع اللبناني بعد انفجار الميناء .. رشقتنا بفلتات اللسان .. حين فاجأ المضيف ضيفة بتكويعة حادة قال فيها يجب أن لا ننكر أثر الاحتلالين السوري والفلسطيني علينا .. فأنا وأنت عشنا ذلك الواقع وكنا شهودا عليه وحاربنا ضده

يا جماعة : من يقنع هذه العقول أن سياسة الهروب وانكار الواقع لا تجدي ولا تنفع .. ومن يذكرهم بأن الاحتلال السوري انتهى منذ أكثر من 15 عاما .. والسؤال الذي يجب الاجابة عنه هو: ماذا تغير ؟ وماذا قدمتم للشعب اللبناني من بديل ؟

يا ناس :من يفهم الهؤلاء من الناس أن الاحتلال الفلسطيني ولى وانقضى منذ أكثر من 38 عاما .. وأن عرفات قد مات ..وأنه قد تزوج من سهى – ريمونديا – من بعدهم .. وأن سهى صارت تردح عبر التلفاز الاسرائيلي لمديرة مكتب عباس انتصار أبو عمارة ( بتحطي راسك براسي يا انتصار ) وشووووبش يا الدلعدي .. ومازال زوجها سعيد المؤدب حسبما رأيته في سفارة فلسطين بموسكو .. لا بصد ولا برد .. وكأن الردح لزوجته لا يعنيه .. فمن يخبره أن الحياد الأدبي هنا يوقعه في قصة جحا .. وقاه الرب متواليات الجحاوية

لا لماذا كلما ظهرت سهى لتشبع قيادة صنعها بعلها بنفسه لكما .. ذكرتني بأغنية فريق Abba السويدية : Money Money Money !!

يا سادة : ذكرني هذان المقدمان بما يحدث في العراق .. فما أن ينبري مذيع إلى سؤال سياسي عن الفساد والبطالة وغياب الكهرباء والماء الخ حتى يبدأ بشتم صدام وتعليق كل مآسي البلاد على فترته .. وويل للمذيع إن ذكره بأن صدام قد ذبح يوم عيد الأضحى قبل أكثر من 14 عاما .. فقد يتهمه بأنه من فلول البعث أو أن والده كان كذلك إن كان المذيع شابا مع أن 90 % من المنتقدين بشراسة لصدام اليوم كانوا بعثيين بشكل أو بآخر لزوم أوراق العمل وما شابه

ولا يفوتنا هنا أن نسأل المقدمين – بكسر الدال .. حتى لا يخال البعض أننا نقصد رتبة مقدم بفتح الدال العسكرية – : في أي كهف نامت مرجعياتكم حين وقعت حكومة لبنان عام 1969 في القاهرة اتفاقا جعل عرفات على الوضع الذي تصفونه في لبنان ؟

يا قوم : إن التمترس الماضوي حول أسطوانة الاحتالالين المشروخة لا يعفي من المسؤولية .. وإن سياسة الإسقاط هذه لن تصرف النظر عن خطاياكم بعد زوال الاحتلالين .. وكل تموقع في هذا الموقف لا ينتج غير تفكير غرائزي/ عبثي / وطفولي.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"