لازاريني: لدينا تعاون مع إسرائيل خصوصاً في قطاع غزة لتقديم المساعدات لاحتواء وباء كورونا
تاريخ النشر : 2020-04-17 23:54

نيويورك - " ريال ميديا ":.

قال المفوض العام الجديد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى فيليب لازاريني، إن كوفيد – 19" لا يعرف الحدود، وهنالك حاجة ملحة للتنسيق وهنالك تعاون قائم بالفعل خصوصاً في قطاع غزة المكتظ، ما يقلقنا أن يتفشى الوباء في مخيمات اللجوء، ولم نعد نفرق في غزة في توزيع المساعدات والدعم الطبي بين لاجئ ومواطن، بل نوفر خدماتنا لجميع السكان، يتم اتخاذ إجراءات صارمة في عزل الإصابات في غزة حالياً لاحتواء الوباء.

وأعرب لازاريني، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، عن انبهاره بطريقة تعامل منظمة الصحة مع وباء "كوفيد – 19"، التي لا تزال توفر جميع الخدمات التي كانت توفرها في الظروف العادية.

وقال إن مراكزنا الصحية لا تزال تعمل، لكننا طلبنا من الناس عدم القدوم والاتصال بالهاتف لتلقي الإرشادات الصحية، وفي الحالات التي تتطلب أدوية، نقوم بتوصيلها للمنازل.

وأضاف إن ذلك ينطبق أيضا على دعم المواد الغذائية، كانت قبل "كورونا" من خلال مراكز معينة، لكن الآن يتم توصيل المستلزمات للمنازل مباشرة، أما في مجال التعليم، قامت المنظمة باستمرار التدريس بسرعة فائقة للتعليم عن بعد، لكن ذلك يضع أمام المنظمة تحديات جديدة مثل الحاجة للأجهزة التقنية، لكنها تحاول توفير التعليم لجميع الطلاب، وتقوم المنظمة بتطهير وتعقيم المخيمات.

وأشار إلى أنه يتم التعامل مع الحالات المحتملة بدقة باتباع سياسة الدول التي تعمل "الأونروا" فيها، ففي بيروت قمنا بتحويل مركز للأونروا إلى مقر للحجر الصحي للاجئين فلسطينيين أصيبوا بالفيروس سوف يتم افتتاحه قريباً، المنظمة أثبتت مرونة في التعامل مع الوباء والإبقاء على توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين.

وطالب بوضع كل آلية استجابة للوباء في سياقها، لبنان بالفعل يمر بأزمة اقتصادية تؤثر على جميع السكان، عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر يتزايد بوتيرة سريعة، وذلك يؤثر على اللاجئين الفلسطينيين بالطبع خصوصا في ظل "كوفيد – 19"، القشة التي قصمت ظهر البعير. المنظمة استطاعت إلى الآن الحفاظ على الأنشطة التي توفر شبكة ضمان اجتماعي، لكننا نخطط إطلاق نداء استغاثة للبنان تشمن اللاجئين الفلسطينيين لتغطية حاجاتهم الاقتصادية الأساسية.

وأضاف لازاريني، إن الوضع مماثل في سوريا أيضا المتأثرة بعقد من الحرب كورونا ضاعف من معاناة السكان هناك، ونحن نعمل عكس اتجاه عقارب الساعة لتعبئة المزيد من المصادر للاستجابة إلى حاجات اللاجئين.

وفيما يخص مخاوف من أن تقوم بعض الدول المستضيفة باستغلال أزمة "كوفيد – 19"، لعزل اللاجئين الفلسطينيين عن المجتمع المحلي، أكد أنه ليس لدي أي سبب من التخوف من ذلك في الوقت الراهن، حتى هذه اللحظة يتم التعامل بإجراءات القضاء على الفيروس في المخيمات، مثل خارجها.

وأشار إلى أنني أتسلم منصبي وهذه المسؤولية في وقت تعاني فيه المنظمة بالفعل من تحديات كثيرة غير مسبوقة مثل التحديات في التمويل، وأيضا التحدي القائم سياسيا إذ تتم حاليا مساءلة سمعة وكيان المنظمة.

ولفت إلى أن المنظمة مهمة ومسؤوليات واضحة تعمل على تلبيتها، بطريقة غير سياسية، معتقداً أن الهدف الحالي هو إعادة ثقة الدول المانحة وشركاء المنظمة من أجل التعامل مع التحديات الاقتصادية وتحسين صورة "الأونروا" التي تلعب دورا إيجابيا وهي جزء من الحل، ولا بد من دعم اللاجئين الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم طبقا لبنود أجندة 2030، لمحاربة الفقر التي صادق عليها جميع أعضاء المجتمع الدولي.

وشدد على أن الدول المستضيفة تبدي دعمها المتجدد للمنظمة وتتوقع منها أن تلبي مسؤولياتها وفق مهمتها الواضحة، ومعظم الدول المستضيفة ترى أن المنظمة تلعب دورا أيضا في الاستقرار الاجتماعي.

وتابع: "لقد تسلمت منصبي الجديد قبل أقل من ثلاثة أسابيع، ولم تسنح لي فرصة التواصل بعد مع جميع الشركاء والمانحين، إلا أن وضع المنظمة المالي مقلق بالتأكيد، وإن أردنا تطوير رؤية موحدة للأونروا، فلن يكون منطقي أن نعاني كل شهر من شح التمويل ونعيش قلق عدم القدرة على توفير الخدمات للاجئين جراء تردي الأوضاع المالية، وكان عام 2019 بالتحديد صعبا جدا على المنظمة، وباشرنا العمل في عام 2020 بميزانية ضئيلة جدا، كما فاقم وباء "كورونا" التحديات".

وأكد أنه "سيكون تركيزي الآن على التواصل مع المانحين ومع الدول العربية والدول الأوروبية في محاولة زيادة الدعم والعمل على تطوير رؤية طويلة الأمد للمنظمة، وقمنا بتطوير بنود مهمتنا بالتعاون مع الجمعية العامة في نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم، مشيراً إلى أننا بحاجة للتمويل لتلبية البنود المعدلة.

فيما يخص بأهداف الأونروا، أوضح لازاريني، أن  مهمة الأونروا واضحة جداً، وستظل فاعلة في ظل غياب حل سياسي يشمل حلاً عادلاً اللاجئين الفلسطينيين، وفي ظل الوضع الراهن، تفكيك نشاطات المنظمة قد يضع اللاجئين الفلسطينيين في أوضاع أكثر سوءا، وهنالك دوما الخطر أن يضحوا من دون وطن يعودون إليه.

وأكد أننا نسعى في الوقت الراهن لحشد الدعم الدولي بعد قرار الغرب في عام 2018 لإعادة هيكلة المنظمة، وذلك لضمان توصيل الخدمات الأساسية للاجئين في الدول المضيفة، وقامت دول مثل اليابان وكندا والاتحاد الأوروبي ودول عربية مثل السعودية والإمارات والكويت بسد بعض الفجوات المالية، وقامت كل من الدول الخليجية المذكورة بالتبرع بـ50 مليون دولار. 

وكان عام 2019 أكثر صعوبة، وأولويتي منذ تسلم المنصب هي توفير خدمات مستدامة للاجئين.
وبيّن أن موقف الأونروا يتماشى مع موقف الأمم المتحدة الرسمي الرافض، ولم تسنح لي الفرصة بعد بالتواصل مع الإدارة الأميركية، لكنني سأفعل ذلك بالتأكيد.

وفيما يتعلق بخطط للتعاون مع منظمات أممية أخرى في المنطقة، قال لازاريني: إن " المنظمة مشمولة دائما بنداءات الاستغاثة للتمويل،  وفي مجال التعليم على سبيل المثال نعمل دوما بالقرب من منظمات أممية، مثل اليونيسكو واليونيسيف، وعند استجاباتنا الصحية نعمل بقرب مع منظمة الصحة العالمية ومع المنظومات الصحية في الدول المستضيفة".

ورد لازاريني على سؤال "ما موقفكم من إعلان واشنطن وقف الدعم عن منظمة الصحة العالمية"، قائلاً: "أعتقد أن الآن هو الوقت لحشد جميع الدعم للقضاء على العدو (كورونا)، وليس هو الوقت أبدا لزلزلة المنظمة التي تحاربه على خط النار".

وأكد أننا نحرص على تقديم تعليم ذي جودة عالية للطلاب، ونتلقى العديد من ردود الفعل الإيجابية، لافتاً إلى أننا ندرس مناهج الدول المستضيفة في مدارس المنظمة احتراماً لهم، ولا ننوي تغيير ذلك الآن.

وفيما يخص بوصف بعض سكان قطاع غزة المنظمة "بحكومة غير سياسية موازية"، أوضح أننا "نفضل دائما الاستعانة بالخبرات الفلسطينية بالمنظمة من اللاجئين عوضا عن الكوادر الأجنبية، لكن في بعض الأحيان نحتاج إلى الخبرة الأجنبية، نحاول دوما التوصل لتوازن، "علما بأن الأونروا تتميز بالاعتماد على الكوادر المحلية أكثر من أي منظمة أخرى، فيضم كادرها الذي يصل إلى نحو 30 ألف موظف، 188 موظفاً أجنبياً فقط، كما يتسلم الفلسطينيون في المنظمة عديداً من المناصب الإدارية".