الكاتب سامي الكيلاني: سنوات الاعتقال كانت ذخيرة للتعلم والقراءة والكتابة
تاريخ النشر : 2020-04-17 23:38

رام الله - " ريال ميديا ":

وجه الكاتب والمناضل سامي الكيلاني تحية اعتزاز وإكبار لكل المناضلات والمناضلين من أبناء شعبنا الذين يقبعون في سجون الاحتلال، وقال بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني "إن كل فلسطيني وكل صاحب ضمير حر وشريف في العالم يحدوه الأمل بأن تنتهي مأساة احتجاز هؤلاء الأبطال وأن تشرق عليهم شمس الحرية ليكونوا بين أهلهم وأبناء شعبهم وأن يستمتعوا بهواء وطنهم "وطناً حراً ومستقلاً نعيش فيه إنسانيتنا".

جاء ذلك في مداخلة له مساء اليوم أطل فيها من خلال برنامج "طلات ثقافية" الذي تنظمه وزارة الثقافة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
واستهل الكيلاني حديثه بسرد معاناته أيام كان معتقلاً في معتقل أنصار 3 في النقب، وقال إن هذا السجن الذي خطط له من أقاموه أن يحرمنا من انسانيتنا ويجعلنا نعاني، استطعنا وبفضل الإرادة الفلسطينية الحية أن نرد مؤامرته عليه، وجعلنا من المعتقلات مدارس وجامعات وملتقيات ثقافية.

وأضاف الكاتب والمناضل نفسه إن 7 من أعضاء الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وعددهم الاجمالي 11 عضوا، كانوا معتقلين في ذلك السجن في أيار عام 1989 وهي إشارة إلى الدور الثقافي النشط الذي كان يلعبه الاتحاد في أوساط شعبنا وفي خضم النضال الفلسطيني.
وقرأ الأستاذ سامي الكيلاني قصيدة "النقب بوجودكم جنة عدن" نظمها في السجن ذاته خلال تلك الحقبة وقال إنها تشرح كيف انتصرت إرادة المعتقلين الفلسطينيين على جبروت سجانيهم الذين أرادوا تحويل المعتقل إلى مكان لقتل الروح الفلسطينية.

بعدها انتقل الكيلاني للحديث عن تجربته الأدبية، وقال إن بداياته الأولى تعود لأيام المدرسة وتمثلت أولى محاولاته بالمشاركة في مسابقة قصصية نظمتها مجلة ألوان في أواخر الستينات، وقد فازت مشاركته، موضحاً كيف صقلت دراسته في الجامعة الأردنية موهبته الإبداعية سواء في القصة أو الشعر، لكنه أضاف أن محاولاته الحقيقية في المجال بدأت بعد إنهائه الدراسة وعودته لأرض الوطن حيث عمل على تأطير الكتاب في الأرض الفلسطينية المحتلة وصدرت له أولى القصص ضمن مجموعة قصصية مشتركة لعدد من الكتاب الفلسطينيين.
ومضى الكاتب والمناضل سامي الكيلاني مفصلاً: الحياة الاعتقالية كان لها أثر كبير على كل أعمالي الأدبية منها مجموعتي القصصية (ثلاثة ناقص واحد) مشيرا إلى مجموعة من القصص التي تعود لفترة الاعتقال موجودة لديه آملا أن ينشرها في قادم الأيام.

وفي الخصوص يقول "كانت السنوات الثلاثة الأولى من الاعتقال ذخيرة رائعة للتعلم والقراءة والكتابة، كان هناك عدو هدفه الأساس هزيمة روح الانسان، وكانت روحي هي السلاح في مواجهة هذا العدو، هناك أسلوب لا إنساني للقمع والتضييق والقتل وهناك أسلوب حضاري لمواجهته تمثل بالثقافة".

إلى ذلك، شدد الكيلاني على ضرورة تمييز الأدب الذي ينتجه المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال لما تمثله خصوصية وفرادة تجربتهم عن باقي معتقلي الرأي والضمير والسجناء في العالم، وقال "أفضل أن أسمي هذا الأدب أدب الحرية أو الأدب التحرري؛ لأن هناك سجون مدنية، نعم يوجد فيها أناس مظلومون، لكن هناك الكثير منهم مجرمون".

كما كتب الكيلاني عن عمل له في الترجمة صنفه في نطاق الأدب التحرري الفلسطيني وأعطى مثالا على ذلك كتاب (فتح النوافذ الموصدة) الصادر عن وزارة الثقافة.
وأعرب سامي الكيلاني عن أسفه للغياب النسبي لفن القصة القصيرة، وقال إن الميزة الأساسية للقصة القصيرة ليس قصرها بل قدرتها الهائلة على تكثيف اللحظة الانسانية، وأضاف "آمل أن تستعيد القصة القصيرة وهجها وقيمتها".

وختم الكاتب حديثه الذي استمر لساعة كاملة بالتأكيد على ضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام لكل النتاجات التي تصدر عن الأسرى في سجون الاحتلال أو الأسرى المحررين، وقال "كل ما كتبوه يمثل قيمة تاريخية من قصص وأشعار وخواطر ورسائل"

يشار إلى أن الكاتب له العديد من النتاجات الثقافية من أبرزها:
" فتح النوافذ الموصدة الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية" ، "أخضر يا زعتر"، "وعد جديد لعز الدين القسام"، "قبّل الأرض واستراح"، "ثلاثة ناقص واحد" ،"بطاقة إلى ليلى"، "مبكر هذا يا فتى"، "البنت التوتية"، "على سجادة من غيم" وغيرها من المؤلفات.