الأخ وزير الصحة ستسألون عن الطفلة عبير الأخرس فماذا ستيجيبون؟
تاريخ النشر : 2015-08-09 12:22

د. سامي محمد الأخرس:

بداية أدرك أن الققراء حظوظهم القبور، وأن الأطباء لدى وزارة الصحة لا يسهون، لا يخطئون، لا يعاقبون، لا يذنبون، في ظل غياب سلطة الحق والقانون، بل مرضانا وأطفالنا المذنبون لأنهم يمرضون. ولكننا سنقول، ونقول، ونشكو، ونلوم، وأنتم ستسألون، ستسألون، فما أنتم مجيبون؟!

طفلتنا الصغيرة عبير زهدي الأخرس ابنة التاسعة عشر وحيدة والديها وقرة عينهم، تعيش كباقي أبناء فلسطين وغزة بين صدمة صاروخ يمزق اشلاء جيرانها إن لم يمزق أشلاء أخونها، في حروب لا ذنب لهم بها إلَّا أنهم فلسطينيون... يرابطون في غزة ويتحدون ... أصيبت بصدمة بعدما قصف العدو بساعات الصباح الباكر منزل بجوار منزل أهلها ذهب ضحيته تسعة شهداء من عائلة أبا سليمان بتل السلطان، فتم التعامل مع الفتاة بعد الحرب بالطب النفسي حيث صرف لها الأطباء دواء، وفتح لها ملف بعيادة تل السلطان للصحة النفسية، إلا أن في 24 يوليو جدد لها الطبيب النفسي بالعيادة (ي.ع) وأضاف جدواء جديد يطلق عليه (tegrtol) أحدث لها بعد اليوم الثالث من تاطيه أعراض احمرار بالعينين وانتفاخ توجه على أثره والديها بها إلى عيادة تل السلطان صبيحة الثلاثاء 28 يوليو 2015 وحولها الطبيب هناك مباشرة إلى مشفى غزة الأوروبي نظرًا لتشخيص الحالة سريعًا، فعلًا توجه والديها بها إلى المشفى حيث شخص طبيبا العيون والأمراض الجلدية الحالة بمرض يطلق عليه ( stevens- johnson) وهو مرض خطير ونادر يصيب حالة من كل عدة آلاف من الحالات، وتم تحويلها لقسم الباطني يوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحًا، حيث وضعت بغرفة عزل لا يتوفر بها أي مقومات الرعاية او الاهتمام وأهملت الفتاة وتركت لوالديها يتعاملان معها، مع شراء المراهم ونقط العينين على حسابهما من الخارج، وفي يوم الأربعاء 29 يوليو طلب والد الفتاة من طبيبها المعالج ( م،ش،ع) تحويلها لخارج غزة نظرًا لخطورة حالتها، فرد عليه قائلًا لا تفكر بالتحويلة نهائيًا، ورغم ذلك لم ييأس والدها وأرسل للطبيب العديد من العاملين بالمشفى الأوروبي والمشفى الإماراتي فكان رده على زميله بالمشفى الأوروبي( ن، ن) أنت مجنون كيف أحول حالة ميتة، ورد على الآخرين لا تحدثوني عن بنت الأخرس مطلقًا.

عرفنا عن ابنة أخينا يوم الأربعاء الساعة 11 ليلًا وأنها في حالة احتضار فهرولنا للمشفى لرؤيتها فوجدناها في حالة يرثى لها وجسدها كله تقرحات وتسلخات، ودرجة حرارتها 42 دون أي رعاية أو دواء بل وجدنا والدتها تحاول تخفيض حرارتها بالكمادات والمياه رغم أن جلد الفتاة ووجهها حالته شديده التقرح والتسلخ، فخرجت للمرضة طالبًا رؤية الحالة فردت قائله ماذا أفعل؟ فقلت لها حراراتها مرتفعة جدًا وربما يصيب مخها تلف فقالت الطبيب صرف لها ثلاث ( تحميلات) فقلت لها كيف حالة مثل هذه وعمر فتاة مثل تلك تحاميل، فطلبت اسم الطبيب المناوب فرفضت منحي اياه وقالت لي بالاستقبال ومن الساعه 11 ليلًا حتى 12 ليلًا وأنا ابحث عن الطبيب المناوب والجميع من ممرضات وأطباء يرفض القول عن مكانه أو عن اسمه وكأننا بجهاز أمني... فاستعنت بصديق طبيب من خارج المشفى، وفعلًا حضر الطبيب المناوب الساعه 12.30 مع ممرض ودخل على المريضة فقلت له الحرارة يا دكتور فقال ماذا أفعل لا يوجد شيء غير التحاميل فقلت له مستعد أن اشتري لها أي بديل من الخارج، فعلًا اتصل على مستشفى دار السلام وسألهم عن ( محلول أكامول خافض للحرارة) وذهبنا واحضرناه، مع مرهم للحروق ونقط للعينيين، واستدعوا طبيبة أخرى للحالة فاتصلت على طبيبها المعالج قائلة لح الحالة في خطر شديد، فعلًا حضر الساعة الواحدة صباحًا من يوم الخميس 30 يوليو ودخل عندالمريضة وخرج، فلحقت به قائلًا له نريد تحويل الفتاة لأن وضعها ومرضها خطير فرد قائلًا : لا أنا أعالجها ولن يقدم أحد في العالم علاج غير الذي اقدمه، فقلت له يا دكتور ماذا تقدم لها وأنا حضرت واشتريت لها حتى خافض الحرارة والفتاة تموت دون أي رعاية أو علاج، حيث كانت الطبيبة تكتب نموذج تحويلها ولكنه على أثر خطورة الحالة وتدهورها وافق على تحويلها وطلب من والدها بالقول بنفرة: إذهب غدًا لمن أرسلته لنا ليطبع التحويلة، وفعلًا ذهب صباحًا وطبع التحويلة الساعة العاشرة واتصل على الطبيب ليوقع عليها، فكان يرد عليه أنا خارج المشفى ومع الساعه 11.30 تفاجئنا وبنصيحة ممرض إنسان بعدما رأى حالة الفتاة، فهمس لوالدها أن الطبيب يجلس في الغرفة المجاورة لنا، فدخل والدها وفعلًا وجده فقال له يا دكتور أتصل بك من ساعتين وتقول أنك خارج المشفى فقال له تعال ووقع التحويلة والقاها له قائلًا: بدي اشوف كيف بدك تحولها" وهو يدرك أن يوم الخميس التنسيقات تنتهي الساعه الثانية عشر ظهرًا، والمشافي ترفض استقبال أي حالة بالإجازة الاسبوعية وهو ما حدث فعلًا حيث لم نجد مشفى تستقبل الفتاة إلا يوم الأحد الموافق 2 أغسطس الساعة الثانية ظهرًا، حيث كان للفتاة أربعة ايام لم يتم منحها الدواء المناسب إلا يوم الجمعة الموافق 1 أغسطس بعدما ضغط أهل الفتاة على الطبيب وأهله وحملوه مصير إبنتهم ... مع العلم أن والدي المريضة هم من كانوا يطببوا ابنتهم بدهن المرهم ووضع القطرة وغيره من أمور رغم أن حالة المريضة كانت تتطلب عزل كامل وتعقيم الغرفة وتعقيم من يدخل عليها كونها أصبحت بلا جلد وهو جهاز المناعة الأول من الميكروبات...

هنا سيادة الوزير نضعكم في صورة ما حدث لإبنتنا عبير زهدي الأخرس الفتاة التي لا ذنب لها إلا إنها إبنة رجل فقير، متسائلين كيف يمكن علاج فتاة تعاني من مرض خطير بثلاث تحميلات فقط؟ وكيف يمكن تجاهل هذه الفتاة لتصل درجة الموت من أجل عناد طبيب وكبرياء وتحدي بدون أي سبب ... ونقول لكم ستسألون، ستسألون عن هذه الفتاة والضرر الذي اصابها صحيًا ... وها نحن نسلك الطريق إليكم بحق ابنتنا ... ونحتفظ بكل حقوقنا القانونية والعائلية المشرعه لنا ولإبنتنا ...

كاتب فلسطيني:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "