مشروع أمريكي لتنازلات "أحادية"..لافروف ينتقد "صفقة ترامب" ويشدد على دور "الرباعية" الدولية
تاريخ النشر : 2020-02-17 08:23

موسكو - " ريال ميديا ":

شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جدوى "صفقة ترامب" كإطار للتسوية الشرق أوسطية، مشيرا إلى ضرورة إيجاد حل عبر المفاوضات متعددة الأطراف تحت رعاية "الرباعية" الدولية.

وقال لافروف في حديث لصحيفة "ستامبا" الإيطالية نشر يوم الاثنين:

اقترحت الولايات المتحدة بأسلوبها المألوف، حل أحد أقدم نزاعات عصرنا بـ "ضربة واحدة"، ضاربة في الحقيقة عرض الحائط بالأسس القانونية الدولية المعترف بها للتسوية الشرق أوسطية، والتي تشمل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.

وأشار لافروف إلى أن المشروع الأمريكي يفترض حل كافة الملفات المحورية المتعلقة بتحديد "الوضع النهائي" للأراضي الفلسطينية، وهي الحدود والمستوطنات والقدس الشرقية واللاجئين، عن طريق تنازلات أحادية لمصلحة إسرائيل، وأضاف: "من المشكوك فيه أن يساعد مثل هذا الموقف في تحسين الوضع، بدليل أن الفلسطينيين رفضوا ما يسمى صفقة القرن رفضا قاطعا".

وأكد لافروف استعداد موسكو للإسهام في إيجاد حلول وسط للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار الرباعية الدولية التي تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى ضرورة إجراء مفاوضات متعددة الأطراف تحت رعاية دولية، هو ما ورد ذكره في البيان الختامي للاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول الجامعة العربية.

وقال: "نعتقد أن رباعية الوسطاء الدوليين يمكنها القيام بهذا الدور باعتبارها الآلية الوحيدة التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط. وروسيا، كعضو في اللجنة الرباعية، مستعدة لتسهيل التوصل إلى حل وسط".

ومن جهة أخرى، قال لافروف، لم تطرأ تغييرات جوهرية على الوضع في ليبيا بعد مؤتمر برلين.

وأكد لافروف للصحيفة الإيطالية: لا يصح القول إن الوضع في ليبيا يخرج عن السيطرة بعد مؤتمر برلين، بل يصح القول إن تغييرات جوهرية لم تطرأ على الوضع.

ولا يستغرب الوزير الروسي ذلك، إذ لا يمكن حسم التناقضات الكبيرة بين الفرقاء المتنازعين في ليبيا خلال اجتماع واحد. ولهذا فإن المهمة الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي الآن، وفقا لوزير الخارجية الروسي، هو الحصول من الليبيين على موافقة واضحة على مقتضيات البيان الصادر في ختام مؤتمر برلين حول ليبيا.

وبنفس الوقت يرى الوزير الروسي تغييرات إيجابية منها بدء عمل اللجنة العسكرية وبدء التحضير لإطلاق الحوار السياسي وتنظيم الاجتماعات التشاورية الليبية حول الشؤون الاقتصادية.

وأضاف لافروف أنه يرى ضرورة أن يضمن الليبيون بأنفسهم وحدة وسلامة أراضي بلادهم.