امرأة الاتجاهات الأخرى
تاريخ النشر : 2020-02-09 19:02

نهاد خدة*:

غالبا
في الشمال على الريح الباردة
أودع مخطوطاتي السرية لمن يؤول أول حرف
أترك قلبي يبيت وحده في العراء
و أدخل الكهف أنا ونفسي المطمئنة و ثالثنا "إيغو " باسطا ذراعيه في صلب القصيدة
ننتشي بيد الرحمة المنبسطة
امسح الطين العالق من أثر العبور المحتوم نحو الشمال
أعبر وأنا أدفع الجزية
من أعضائي الداخلية المهملة لأجل نزوة هاربة
أركض ببدائية على فراش اللذة
و أحمل بحمل غير مقدس ،
و انا أسد ثقوبي بالآخر !؟ أكتشف أن لي ثقوبا في ذات لا تحصى
خلف خط موريس أنسى هذا كله
أجفف ملابسي بسذاجة على الأسلاك الشائكة
أرتمي في تفاصيل يومية تافهة
أقرأ جريدة محلية عن حكم بسنين نافذة صدر لسياسيين جزائريين سرقوا أموالا باهظة
أي عقوبة أستحق أنا وقد اختلست كل تلك المتع من جيوب الليل المثقوبة
وملئت ڨِربَ النشوة بأحداث مسربة
بما أقايض هدوئي !؟
بالكؤوس الكابية
بالوهن أم بالغلبة !؟!؟
في الشرق أنا مُظَلِلَة
أنا
،شهرزاد التي ترحل إلى الغرب
ترمي كل حكاياتها على الطريق السريع
بذكاء مباغت تترك آخر حكاية لِرَحال رصين السؤال
تستبدل ذكرى شهريار بكمنجة مسافر
تغني روك
بخضاب في اليد و عنبر في حقيبة
في الغرب المعكوس كما الفرح المعكوس
تتلبسني الأنا بشبهة الألوان
أحادث صديقا فاقعا عن شاردة في الهوى
فتنجلي رمادية المقهى
على الأبيض،
أسرح خصلات الشمس المتنهدة بصدري
و أعلقها على الباب ،
على الأحمر كما الدم
أتوق بعنف وشراسة لعمر كامل مع رجل
على البارد ،
آكل و أنتحب و أستمني
على الضبابي
،أتأمل و أصلي
و أنتظر أن يقبل صلاتي في الشفاف الذي لم أملكه يوما
في الجنوب على وزن النادر والمتضائل
تنجلى الألوان ويبقى الدخان

على الدخان ,أرى وجه الله بعيدا بعيد
أغرز أظافري في حافة دعاء صعد للسماء
ألمح القبول من شاعرية الصمت في الصلاة
كأنشودة جنائزية
ما إن تمتد يد رب من أفق فجائعي
يفسدها النشاز
في الوسط الاتجاهات
أتهاوى من امتدادي الفاتن إلى عقر حفرة
أرطم فيها الحب والغراب النازق ينهرني عن دفنه حيا
على الرفش أضع أحمر شفاه وأدخل الحدود الأربعة
غالبا
أنا امرأة الشمال

* الجزائر: