إلي محمود درويش للشاعر/ سامي أبو عون
تاريخ النشر : 2020-02-06 22:37

سامي أبو عون:

سيمفونية الغائب

عدت ملفوفاً بصعود المنتهي

ممدوا بحواصل الرؤى

ممتداً من البروة

حتى

أخر ربوة في جبال الأطلسي

مفترشا سنابل المدى

سافرت في جوف العلا

خضرا

سندساً

ونجوما من طين البروة

وزعتر من ارض البداية

عدت

طين

وذكري تشعل صدي الحكاية

وتجاعيد الصوت في خبز أمك

اتشح الخبز

حدادا

وصبح قهوتك لم يرتشفه جليلك

وطيور العود الجليلي نقرت وداع الأحزان

يا احمد مهلا

يا احمد العربي

غبت وغاب

الشعر فيك

لن تتل البدء

يا احمد مهلا

لم تتل آيات الصعود

لم تتل آيات العامود

لم تكتب علي الباب قصيدة انتصار

مهلا أيها الأحمد

أيها الزعتر

أيها القضية

أيها الباب

والعامود

وسنابل الوادي

والعشب المنسي في ارض اللقاء

مهلا

لم تكتب الغياب

لم تكتب الوادع

لم تكتب السطور
النهايات
مهلا

ما غابت الشمس
فيك

شمسك هنا

قمرك هنا

ما زال قلمك يسيل في جلد الحية

يسيل حباً وصلاة

حان طلوع الأذان

أقم صلاة الوادع

أقم صلاة اللقاء

واتل عليهم آيات

الصبر في الغياب

آيات الصدى في السماء

آيات الخبز في فم الدعاء

وملامح الأرض سنابل الذكريات

ومساء الوداع

سروجاً فوق خجل الدعاء

وداعا برائحة البروة
التي
انبتت تكوين البدء
فيك

وعشبها مخزون مفرداتك

وطينها صقل صور
البيان
والألحان

عدت قصيدة لم
تنتهي

ونصراً لم يكتمل

ذهبت والانتصار ينتظر
وينتظر

ولجام المفردات أمسي
دوان جواد

ذهبت ورائحة الوطن
في الأرض

شاعت انتظار

وسنابل القمح في
رحى الظمأ

عزفت لحن السماء

إشدو قليلا من مفرداتك

تكفي لتملأ الوادي

سنابل

قليلا من حبك

يكفي

لترتيب المقاعد في

خارطة الأرواح

لتطرز ثوب النشيد

والحياة

قليلا من صمتك

يكفي

لتشعل الأرض
قنابل

لتضيء النفوس
والأشخاص

لترتيب السطور والكلمات

فاتلُ

عليهم آيات الوطن

اتل آيات الشهداء

في عيون السجناء

في عيون الأمهات

في عيون الوطن

إن بقت للوطن
عيون

كحلوها بحزن الزيتون

بحزن الزعتر العتيق

كحلوها باب العامود

بباب العهود

كحلوها بخبز أمي

وزعتر البروة

وتجاعيد الحصار

كحلوها بصبر أمي

من النهر
للبحر
في كل البلاد
كحلوها.