مسرحيون يطالبون بالاهتمام ببناء دور العرض المسرحية بغزة و ضرورة وضع استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بفنون الابداع المسرحي في فلسطين
تاريخ النشر : 2019-03-28 17:37

غزة – " ريال ميديا "

احتفى مركز غزة للثقافة والفنون،مساءاليوم،بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ،بعنوان " عين ..على تراكمات الإنسان "،بحضور نخبة من المسرحيين والكتاب والأدباء والمثقفين، بقاعة لاتيرنا، ضمن مبادرة مساءات إبداعية، الدورة الثالثة، والتي تتضمن تنفيذ سبع فعاليات ثقافية متعددة الأنشطة والمجالات الابداعية بدعم وتمويل من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان، وبالتعاون مع الاتحاد للمراكز الثقافية،والاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين، ومعهد إدورد سعيد للموسيقى  بمشاركة الروائي الكبير غريب عسقلاني، والمخرج خالد خماش، والمخرج جمال أبو القمصان، والفنان عبد الفتاح شحادة وقدم البيان المسرحي مدير اللقاء المخرج/ صلاح طافش وتضمن الحفل وصلات موسيقية قدمها الفنان أيمن أبو عبدو.

ورحب بالحضور أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون بمناسبة الاحتفاء بيوم المسرح العالمي كمناسبة سنوية يحتفى بها المركز مؤكدا استمرار المركز  في دعم المبدعين،

وقدم ضيوف اللقاء مداخلات متعددة تناولت تاريخ المسرح وعلاقته بالادب وضرورة الاهتمام بالجمهور وتلبية احتياجاته وتفهم رؤية المسرح وتطوره و علاقته بالفنون الاخرى وأهمية النص المسرحي وعلاقته بالاداء والتمثيل والعملية الاخراجية بعيداً عن الارتجال وأوصوا بضرورة الاهتمام الرسمي ببناء دور عرض مسرحية عوضاً عما قصفه الاحتلال.و إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بفنون الابداع المسرحي في فلسطين مؤكدين على أهمية قيام الجهات الرسمية بإقامة مسرح وطني وتبنى ودعم إنتاج الأعمال المسرحية.

وفي ختام اللقاء قدم الفنان عبد الفتاح شحادة سكتش مسرحي بعنوان " الكرسي " كما فتح باب النقاش والمداخلات من الحضور أثرت اللقاء.

نص بيان المسرح العالمي:

رسالة كارلوس سيلدران في اليوم العالمي للمسرح 2019

رسالة اليوم العالمي للمسرح كتبها هذه السنة، المخرج والدراماتورج كارلوس سيلدران، استاذ المسرح في جامعة هافانا – كوبا، وترجمها المخرج والكاتب سفيان عطية.. مدير مسرح العلمة - الجزائر…

نص الرسالة

        قبل معرفتي بالمسرح والتعرف عليه، كان أساتذة المسرح الذين هم أساتذتي موجودين هنا كانوا قد بنوا إقامتهم ومناهجهم الشعرية على بقايا حياتهم الشخصية. الكثير منهم الآن غير معروفين أو لا يُستحضرون كثيرا في الذاكرة، كانوا يعملون في صمت وفي قاعات التدريبات المتواضعة داخل مسارح مزدحمة. بعد سنوات من العمل والإنجازات الرائعة راحت أسماؤهم تتوارى تدريجيا ثم اختفوا.

عندما فهمت أن قدري هو اتباع خطواتهم فهمت أيضاً أنني ورثت من تقليدهم الفريد والمدهش العيش الآن وفي الحاضر دون أن آمل سوى إلى الوصول لتلك اللحظة الشفافة وغير القابلة للاستنساخ، لحظة اللقاء مع الآخر في ظل المسرح، لا يحمينا إلا صدق إيماءة وكلمة تعبر عن الكثير.

موطن مسرحي… هو لحظات اللقاء مع الجمهور القادم إلى قاعاتنا ليلة بعد ليلة من الأحياء المختلفة في مدينتي لكي يرافقنا ويتقاسم معنا بعض الساعات، بعض الدقائق… من هذه اللحظات المنفردة تتكون حياتي، عندما أكف من أن أكون أنا، من أن أتألم لأجلي وأولد من جديد وأنا مدرك ومستوعب لمفهوم المهنة المسرحية. أعيش الحقيقة المطلقة للحظة سريعة الزوال… عندما يصبح ما نقوله ونفعله تحت نور الأضواء الكاشفة حقيقياً ويعكس أعمق الحنايا من أنسفنا وأكثرها شخصية.

موطن مسرحي ومسرح الممثلين معي هو وطن منسوج من لحظات نتعرى فيها من كل أقنعتنا، من البلاغة، نتعرى ربما مما يمكن أن نكون نحن ونمسك بأيدي بعضنا البعض في الظلام.

التقليد المسرحي أفقي، لا يمكن لأحد أن يجزم بأن هناك مركزا عالميا للمسرح في أي مدينة كانت أو في أي صرح متميز كان، المسرح كما عرفته ينتشر حسب جغرافيا غير مرئية ويختلط مع حياة الذين يمارسونه. الفن المسرحي إيماءة توحد بين الناس، كل أساتذة المسرح يحملون معهم إلى قبورهم لحظاتهم التي يتجسد فيها الوضوح والجمال والتي لا يمكن أن تعاد مرة أخرى، كل واحد منهم يضمحل بالطريقة نفسها بدون أي رد للاعتبار لحماية عطائهم وتخليدهم.

أساتذة المسرح يعرفون كل هذا يقينا، لا يمكن لأي شكل من أشكال الاعتراف بالجميل أن يكون صالحا خارج هذا اليقين الذي هو أساس عملنا. خلق لحظات حقيقة، إبهام، قوة، حرية وسط هشاشة محفوفة بالمخاطر. لا شيء يبقى إذا استثنينا المعلومات والتسجيلات من صور وفيديوهات التي تحمل بين ثناياها فكرة باهتة عن منجزاتهم.
فكل هذه التسجيلات ينقصها الردود والتفاعلات الصامتة لجمهور فهم أن تلك اللحظة لا يمكن أن تترجم ولا أن يلتقي بها خارج ذاته. وإيجاد هذه الحقيقة التي يتقاسمها مع الآخر هي تجربة حياة بل أكثر شفافية من الحياة نفسها لبعض الثواني.

لما فهمت أن المسرح في حد ذاته موطن و مساحة شاسعة تغطي العالم، نشأ في أعماق نفسي قرار وهذا القرار في ذاته تحرر: لا تبتعد من المكان الذي أنت فيه، لا جدوى من الركض والتنقل. حيث ما كنت يكون الجمهور، يكون الرفقاء الذين تحتاجهم بجانبك. هناك خارج منزلك توجد الحقيقة اليومية المبهمة والغير قابلة للاختراق، اشتغل وفق هذا الجمود الواضح لتحقق أكبر رحلة على الإطلاق، تبدأ من جديد، من زمن المغارات: كن أنت المسافر غير القابل للتغيير والذي لا يتوقف عن تسريع كثافة وصلابة حقيقة عالمك. تتجه رحلتك نحو اللحظة، الوقت والتقاء أشباهك، رحلتك تتجه نحوهم نحو قلوبهم، نحو ذاتيتهم. سافر في داخلهم، في مشاعرهم، في ذكرياتهم التي توقظها وتجمعها. رحلتك مذهلة، لا أحد يمكن أن يعطيها حق قدرها أو يسكتها، ولا احد يمكنه أن يقيس حجمها الصحيح. إنها رحلة في مخيلة شعبك، بذرة مغروسة في أبعد أرض موجودة: الوعي المدني، الأخلاقي و الإنساني للمتفرجين عليك.

وهكذا أبقى غير قابل للتغيير، دائما في بيتي مع أهلي في هدوء واضح أعمل ليل نهار. لأن لدي سر الانتشار والتوغل.

المناسبة و أسماء بارزة

يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح جاء بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ عام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحياً مميزاً لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 من مارس من كل عام، وعادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونيسكو في باريس، ويتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم.

ويذكر أن ورليكوفسكي يعد واحداً من أبرز المخرجين الأوروبيين في جيله. ولد في بولندا عام 1962، وأبدع بالتعاون مع مصمم المناظر المسرحية شيشسنياك صوراً مسرحية مبهرة.

ويعتمد أسلوب عمله على قيادة ممثليه إلى استكشاف أعمق مستويات إبداعهم والوصول إليها، كما ابتكر أسلوباً جديداً في تقديم شكسبير على المسرح. وقد حقق عرضه لمسرحية «المتطهرة» للكاتبة البريطانية سارة كين، الذي أخرجه عام 2002، نجاحاً كبيراً حين قدم في مهرجان «أفنيون» بفرنسا، ثم مهرجان «مسرح الأميركيتين» بمدينة مونتريال بكندا، ما وضعه على خريطة المسرح العالمي.

ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح من قبل: آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

الجدير بالذكر أن جمعية مركز غزة للثقافة والفنون تأسست عام 2000 بمبادرة شبابية وهي مؤسسة غير هادفة للربح تقدمت بطلب الترخيص عام 2002 وحصلت على ترخيص وزارة الداخلية الفلسطينية عام 2005، وترخيص وزارة الثقافة عام 2006وعضو الاتحاد العام للمراكز الثقافية وعضو في مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات ،وتسعى الجمعية للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.