منال خميس :

في غزة، اجتماعات كثيرة وطارئة ستبدأ اليوم، هنا وهناك، مع وبين حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، لمناقشة المستجدات والتطورات الداخلية، هذه الاجتماعات اعتقد أنه لا منطق ولا جدوى من الجدل بخصوص موضوعاتها، فهي ان لم تزلقنا لحالة حرب جديدة، ستخرج"بلا ولا شي" ، لذبح الشعب أكثر فأكثر، فالفصائل ستطرح ما لديها، الحكومة لديها ما لديها، وحماس ستنفذ ما برأسها، والناعقون أصحاب المصالح سينعقون مع کل ناعق، ویمیلون مع کل ریح، وفي الختام سيطلبون جميعهم البوظة مع المكسرات على حساب المواطن الغلبان الذي سيتقبل النتائج بصمت، و الذي كان وسيبقى متهماً بشيء اسمه الحياة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بصوت عالِِ اليوم وأمس وغداً وبعد كل اجتماع كم مرة يجب على هؤلاء أن يجتمعوا ليواصلوا خداعنا وتكون طلباتهم مدى الحياة على حسابنا؟

عموما امور كثيرة استنفدت نفسها أقوى مما نعرف واكبر مما نظن يجب العمل على حلها، بل يجب البدء أساساً بكشفها وإيضاحها. ثم وضع حد لها، وحل لها، لان وضع نزيف المستجدات على الطاولة فقط لا يعالجها، مطلوب من أولي أمر غزة الحاكمين فعليا، النيّة الصافية، للعمل.. ثم العمل على أن تنتظم الحياة المدنية هنا بكل مشمولاتها، الأمن قبل كل شيء،ولو تدريجياً، فأشياء فظيعة وغير عادلة تحدث يوميا، الكثير منها أقسى وأكثر بشاعة مما يحتمله بشر، آخرها ضحايا العاصفة"هدى" وأخواتها.. هؤلاء الضحايا الذين في هذه اللحظة بالذات، ونحن معهم وفوقنا رب العباد نلعن جميعنا،أولئك الذين يفتعلون أزماتنا لغاية في نفس يعقوب ..ويحيى،وخالد، وسارة ..ومريم وفيفي ، وجميع خلق الله الذين لا يريدون لشعبنا الفلسطيني أي خير.

كاتبه فلسطينية:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "