يافا القديمة تحاور "عنقاء ممكن" للشاعرة مليحة مسلماني
تاريخ النشر : 2015-04-20 18:42

يافا المحتلة – " ريال ميديا":

بين أزقّة يافا القديمة وعلى مقربة من شاطئها حيث يقع مسرح السرايا وقعت مليحة مسلماني الجمعة الماضي ديوانها "عنقاء ممكن" بحضور نخبة من مثقّفي المدينة، قدمت الأديبة شيخة حليوي الشاعرة وقالت أن "عنقاء ممكن" يعالج مسألة الهوية ضمن محاور متعددة ومترابطة، أهمها الكونية ــ الوجودية، والمحلية ــ الوطنية، بالإضافة إلى الاشتغال العميق على هوية الأنثى التي تعطيها الشاعرة مكانة عالية ومتفرّدة في قصائدها إذ هي تؤنث القصيدة والتجربة الصوفية، وأكدت حليوي أن مليحة تكتب التصوف من داخله لا من خارجه إذ تفصح القصائد عن شاعرة مستغرقة في التجربة الصوفية، ولم نعرف من قبل عن التصوف والأدب والشعر الصوفييْن سوى من إبداعات الرجال الذين سلكوا هذا الطريق وفاضوا بأدب وشعر وتراث ثري، وقليلًا جدًا ما عرفنا عن التجربة الصوفية من وجهة نظر الأنثى، فالأنثى في "عنقاء ممكن" تصافح الأنبياء وتجالس الأولياء وتقود معارك فتح وهي القدس وهي العنقاء. وأضافت حليوي أن العنقاء في هذا الديوان ذي العنوان التفاؤليّ هي مليحة ذاتها التي تنتقل بالقصيدة في مساحة الممكن.

وتميزت أمسية يافا بنقاش ثريّ تضمن مداخلات وأسئلة طرحها الجمهور على الشاعرة التي أوضحت عمق تأثرها الإنساني والأدبي بالتجربة الصوفية، ففيها أدركت حقائق ومعارف بشكل مختلف عما هو سائد ومألوف، ونهلت من التراث الأدبي والمعرفي لابن عربي وغيره من أهل التصوف، لتعيد بذلك صقل هويتها وتخرج بهذا الديوان الذي أكدت أن تردده بين الكونية والمحلية يستند إلى الضرورة الإنسانية والمعرفية في فهم الذات وبناء العلاقة مع الوجود والوطن، فالقدس، التي أفردت الشاعرة لها قصيدة خاصة بعنوان "أرضُ البرزخِ قدسُ" والتي ألقتها على الجمهور، هي من وجهة نظر مليحة مسلماني وفي ديوانها مكان يتراوح بجماله وألمه وأزماته بين الواقعي المؤلم والثقيل، والماورائي الشفّاف المحتمِل للأمل المنتظَر، ولا بد منها لنكتبَ القصيدة، كما تقول مسلماني في ديوانها.