الأوضاع الإنسانية تتفاقم داخل مخيم اليرموك و"الأونروا" تتحرك سعياً لتقديم مساعدات طارئة وارتفاع عدد الشهداء
تاريخ النشر : 2015-04-12 12:40

دمشق- " ريال ميديا":

وصل مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) امس، الى دمشق في زيارة طارئة يبحث خلالها في سبل تقديم مساعدة الى عشرات آلاف اللاجئين في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في الأول من نيسان على أجزاء واسعة من المخيم، بعد ان سهلت دخوله جبهة النصرة، بحسب ما تقول مصادر فلسطينية والمرصد السوري. وتواجه مجموعات فلسطينية مسلحة التنظيم الجهادي على الأرض، فيما تواصل قوات النظام حصاراً على مخيم اليرموك بدأته منذ صيف 2013 ويتسبب بمعاناة إنسانية قاسية، وتقصف بشكل متقطع من الجو مناطق في المخيم.

واندلعت المعارك في مخيم اليرموك في أيلول 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة مع النظام وضده. وبعد اشهر من المعارك، أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية، ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتقول ام محمد (سبعون عاما) في شريط فيديو التقطه هذا الأسبوع الناشط رامي السيد داخل المخيم وارسل نسخة منه الى وكالة فرانس برس «أنا أعيش وحدي وأُعاني من الجوع.  لم تعد لدي قوة لأسير على قدمي. أحياناً اقف ثم اسقط أرضاً لأن لا قوة عندي».

وتضيف «نحن خرجنا من فلسطين، ولا نزال مغلوبين على أمرنا والدنيا كلها علينا».

وأشارت الى أنها تشتهي الحصول «على رغيف خبز او بيضة»، مطالبة بفتح الطريق الى خارج المخيم.

ويقول رجل في شريط آخر «نريد ان نأكل، نريد ان نشرب. ليفتحوا الطريق، ليدخلوا طعاما وماء. متى ينتهي هذا الوضع؟»

وذكر بيان صادر عن «الأونروا» ان المفوض العام للوكالة بيير كرينبول يزور «في مهمة طارئة» دمشق، «نتيجة قلق الأونروا المتزايد في ما يتعلق بأمن حوالى 18000 مدني فلسطيني وسوري بينهم 3500 طفل» في المخيم.

وتفيد مصادر فلسطينية ان 2500 مدني من اصل 18 ألفاً تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل من نقاط مختلفة.

واعتبر النظام السوري قبل ايام ان الوضع في اليرموك يستدعي «حلا عسكريا». وفيما أعلنت الفصائل الفلسطينية الموجودة في المخيم، أنها ستنسق مع الحكومة السورية في أي عملية عسكرية للتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية من رام الله «موقفها الدائم برفض زج شعبنا ومخيماته في أتون الصراع الدائر في سورية الشقيقة وأنها ترفض تماما ان تكون طرفاً في صراع مسلح على ارض مخيم اليرموك».

وسيزور كرينبول اليوم تجمعات للنازحين من المخيم في مدارس قريبة من العاصمة، وسيبحث مع المسؤولين السوريين سبل تقديم المساعدات الإنسانية الى سكان المخيم.

كما سيلتقي، بحسب ما نقل عنه البيان، مساعد موفد الأمم المتحدة الى سورية رمزي عز الدين رمزي.

وكان متحدث باسم الأمم المتحدة اعلن الجمعة ان رمزي في طريقه الى دمشق، بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعا الى العمل على تفادي «مجزرة» في مخيم اليرموك.

وفي سياق متصل استشهد 14 فلسطينيا الجمعة، جراء استمرار الهجمات والقصف والحصار على مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وأفادت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، باستشهاد 12 عنصرا من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني خلال مشاركتهم بمعارك إلى جانب الجيش السوري ضد داعش وفصائل المعارضة السورية في ريف محافظة السويداء جنوب سوريا، ليرتفع عدد شهداء جيش التحرير منذ الصراع الدائر في سوريا إلى 132.

والشهداء هم: الملازم أول محمد خالد الخرس، الرقيب خالد اللافي، الرقيب مجمود عمر مرعي، المجند جهاد زياد أحمد، وأحمد نوح محمد، مروان صافي خنيفس، رامي أمين أبو الليل، مجد يوسف، محمد شهاب الحمد، محمد السمرة، محمد النعيمي، ومحمد الكوري.

إلى ذلك قضى اللاجئ الفلسطيني وردان يوسف حجازي من أبناء مخيم العائدين بحمص، تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وذلك بعد أن أُعتقل من منزله يوم 26 شباط.

كما تم التعرف على صورة اللاجئ الفلسطيني ليث أبو رجب 28 عاما والذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقال دام عامين ونصف، وهو من سكان محافظة حماة - حي الملعب، وهو ناشط اغاثي في مدينة حماة، حيث تم التعرف عليه من الصور المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية.

ويشهد مخيم اليرموك منذ مساء الخميس هدوءا منقطع النظير مع توقف شبه كلي للاشتباكات في المخيم وانسحاب مقاتلي داعش فجر الجمعة من غالبية مناطق المخيم وتسليمه لجهات أخرى.