مسرحيون فلسطينيون يطالبون السلطة بضرورة إقامة مسرح وطني ودعم وتمويل المنتج الفني بمناسبة يوم المسرح العالمي
تاريخ النشر : 2015-04-07 21:39

غزة – " ريال ميديا":

دعا مخرجون وعاملون في مجال المسرح إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بفنون الابداع المسرحي في فلسطين مؤكدين على أهمية قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بإقامة مسرح وطني وتبنى ودعم إنتاج الأعمال المسرحية، جاء ذلك خلال فعاليات احتفال الاتحاد العام للمراكز الثقافية باليوم العالمي للمسرح الذي نظمه منتدى الاتحاد الثقافي بمشاركة ضيوف اللقاء المخرج الكبير خليل طافش و المخرج جمال أبو القمصان ،والمخرج على أبو ياسين وبحضور عدد من المخرجين والممثلين العاملين في مجال المسرح ومثقفين وكتاب وأدار اللقاء الاعلامي/أشرف سحويل.كما تضمن الاحتفال تقديم درع تقديري بهذه المناسبة للمخرج خليل طافش والمخرج د.حسين الاسمر حيث قام رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية بتقديم الدروع تقديراً لدورهم المتميز في النهوض بالعمل المسرحي وابراز الهوية الفلسطينية سواء كان في الشتات أو الوطن.

وقال المخرج طافش نحتفل مع العالم بيوم المسرح والذي عرف هذا اليوم في هلسنكي عام1961 وتم تحديده عام 1962 في فينا وجرى تقليد منذ ذلك التاريخ أن تكون هناك كلمة لمسرحي كبير ومعروف على مستوى العالم يقوم بكتابة كلمة بهذه المناسبة تلقى في جميع مسارح العالم و التي تقدم عروضها مجاناً احتفالا بهذا اليوم وتنظيم الفعاليات واللقاءات و وتزامنا مع كل ذلك نطرح السؤال أين هو المسرح الفلسطيني وهل لدينا مسرح لنحتفل بهذا اليوم فنحن لا نستطيع الاجابة والقول أننا نملك مسرحاً لكن نحن واثقون أنا كشعب فلسطيني لدينا حضور مسرحي حقيقي يرتكز على حضارة عريقة وتاريخ وتجربة غنية قبل الاحتلال ومن ثم استأنف المسرح الفلسطيني نشاطه في خمسينيات القرن الماضي وذهب عدد من الطلاب لدراسة المسرح في القاهرة وبغداد ومنهم من تخرج ولم يستطع العودة بعد هزيمة حزيران وسيطرة الاحتلال على ما تبقى من فلسطين عام 1967 الا أن هناك مجموعات من الشباب الفلسطيني عملوا في ظروف غاية بالتعقيد بظل الاحتلال ومضايقاته واعتقالهم أحياناً ونكن لهم كل الاحترام على ما بذلوه من جهد رغم مضايقات الاحتلال الذي حارب كل نشاط ثقافي سواء كان مسرحاً أو فناً تشكيلياً أو أي ابداع ثقافي وفني .

وأضاف طافش في المقابل نجد أن هناك مسرحاً فلسطينياً ترك بصمة واضحة في الوطن العربي وأهمها تجربة د. حسين الاسمر في اليمن وأيضاً مشاركاتنا في المهرجانات العربية والدولية باسم فلسطين وكانت مسرحية " إبريق الزيت " من أوائل الاعمال المسرحية التي شاركت من قطاع غزة في مهرجان القاهرة فترة الثمانينيات من القرن الماضي ونجد أن علاقتنا بالمسرح يومية رغم الجفاف العام. والتي حالت دون وجود جسم مسرحي حقيقي متكامل له تواصل إنتاجي يعمل على بلورة هوية المسرح الفلسطيني.

واشار انه مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية كان التفاؤل حليفنا بإنشاء وزارة الثقافة الفلسطينية وكنا نأمل ان يكون لها دوراً بارزاً في دعم وإنتاج المسرح لكننا دخلنا في جدلية العلاقة هل الوزارة راعية للمنتج الثقافي والفني أم منتجة للإبداع فوجدنا أنه لا يوجد دعماً أو انتاجاً.

وقال للأسف لا يوجد أي أرشيف حقيقي يوثق تجربة الشبان الفلسطينيون الذين عملوا في مجال المسرح من خلال فرق مسرحية ارتجلوا على تأسيها وقدموا أعمال بعضها متميز.

ومن ثم قام المخرج طافش بإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي لعام 2015 والتي كتبها المخرج البولندي كريستوف وروليكوفسكي، الذي إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة لإلقاء كلمته، التي كتبها في اليوم العالمي للمسرح لهذا العام، حيث ألقاها من على منصة مسرح مدينة دبا الفجيرة ،ضمن احتفالية خاصة نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.

"مخرج سويسري "

ومن جهته قدم المخرج المسرحي على أبو ياسين شهادة عن بداية الحلم أن يكون مسرحياً والطريق الذي سلكه ارتجالياً في ظل غياب أي أكاديمية أو مدرسة لتعليم فنون المسرح ومحاولته الالتحاق بجامعة بيروت الا انه لم يستطع الاكمال عام 1985 بسبب ظروف اقتصادية ومضايقات الاحتلال وكيف واجه العديد من المشاكل مع زملائه من الفنانين الشباب الذين عملوا بجد حتى نجحو في تمثيل فلسطين في العديد من المهرجانات العربية والمحلية الت كانت نقطة تحول كبري في عملنا المسرحى حيث استفدنا من تجربة لقاء فنانين كبار على مستوى الوطن العربي وكيف تمكنا من الحصول على كتب متخصصة في مجال المسرح واستمرار المحاولات إلى ان اتيحت لنا الفرصة التدرب على يد مخرج سويسري قام بتدريب أربعة عشر شاباً على فنون المسرح من خلال مؤسسة عشتار وبدأنا عملنا على اسس أكاديمية رغم ما سبق من تجارب شخصية.

المخرج المسرحي جمال أبو القمصان رأى ان استمرار عدم وجود مسارح حقيقية في غزة سيظل عائقاً حقيقياً أما تقدم العمل المسرحي الفلسطيني إلى جانب غياب الأكاديميات التي تدرب في فنون المسرح كما أن غياب الدعم الحقيقي سواء من الجهات الرسمية او القطاع يؤثر سلباً على اتاج أعمال مسرحية جديدة كما أن عدم مقدرة العاملين في مجال المسرح من تغطية نفقاتهم ينعكس بدوره الى عدم إنتاج أعال جديدة أضف إلى ذلك عدم مقدرة المسرحين من الخروج والانطلاق نحو العالمي منذ أكثر من ثماني سنوات الحصار الذي يعيق المشاركات العربية والدولية الا ما ندر من اتيحت له الفرصة بالمشاركة خارج قطاع غزة ليطلع على تجارب الاخرين.

وبعد المداخلات فتح باب النقاش والمداخلات من الحضور والتي بدأها الشاعر سليم النفار مباركاً للمسرحين احتفالهم باليوم العالمي للمسرح ومن ثم تسأل الشاعر النفار عن سر الخلل في مسيرة المسرح في قطاع غزة رغم نجاح تجربه منظمة التحرير الفلسطينية في الشتات واستطاعت أن تقدم بعضاً من الرعاية لأعمال مسرحية وثقافية وفنية وابداعية صحيح أن العمل المسرحي هو عمل جماعي ويحتاج إلى تكاثف الجهود لخروج بإنتاج عمل مسرحي متميز وايصال الذائقة الجمالية للمتلقي  الا اننا نلحظ عدم وجود أي اكاديمية لفنون المسرح في قطاع غزة ولا يوجد حتى أي معاهد تدرب في مجال المسرح أضف إلى ذلك غياب تأهيل الكادر المتخصص في مجال العمل المسرحي مثل الإضاءة والصوت وتقنيات العمل المختلفة أضف إلى ذلك غياب رأس المال المحلي الوطني والذي يشكل رافعة حقيقية للإنتاج الثقافي والفني في العالم.

" معهد موسيقى "

وقال الروائي غريب عسقلاني إذا نظرنا إلى المشهد الثقافي بمجمله نجد ان المسؤول الفلسطيني قد غيب العمل الثقافي عن قاموسه باعتبارها آخر اولوياته وتطرق بحديثه إلى واقعة وصول فنيى صيانه إلى مؤسسة النورس لترميم بيانو أثري وضخم الى غزة مستغربين كيف وصلت هذه الآلة إلى قطاع غزة وفي البحث عن الموضوع تبين انه كان نواه لإنشاء معهد موسيقى ضخم رغم موافقة الحكومة اليابانية على تمويلها الا أن وزارة الثقافة الفلسطينية برئاسة الوزير ياسر عبد ربه في حينه والتي لم ترغب في تبنى الانتاج الثقافي انطلاقاً من مبدأ انها راعية فقط للعمل الثقافي قامت بتوزيع هذه الآلات الموسيقية على بعض المؤسسات وقيمتها ربع مليون دولار مما أسهم في تأسيس بعض الدكاكين وليس مؤسسات حقيقية ومنها ما اندثر.

وأضاف ان العمل الابداعي هو فردي لكن مشاكل السلطة تدرك أن هناك أعمالا ابداعية بحاجة إلى عمل جماعي وتحتاج الى دراية كاملة ولا بد من الضغط لتبنى اعمال وتجارب مسرحية ولا بد من المطالبة الحقيقية بضرورة انشاء مسرح فلسطيني حقيقي وأن على السلطة أن تعترف بفن التشخيص لحل المشاكل العالقة في مجالات عمل الابداع الثقافي والفني ولا بد من استثمار الكفاءات والاكاديميين العاملين في نجال المسرح مثل كتاب النص والمخرجين والممثلين وكافة تقنيات العمل المسرحي.

" عدم تواصل الاجيال "

الممثل المسرحي حسام المدهون رأى أن السلطة تاريخياً في العالم حاربت المسرح لأنه مصدر وعى فكري لذلك تجد أينما ذهبت أن السلطة القائمة تغيب المسرح وهذا واضح في المنا العربي لذلك لابد من اللجوء إلى البديل في توفير الدعم والمتمثل في القطاع الخاص والا ننتظر أي تمويل من السلطة فقط يكفى أن يلقى على عاتق السلطة احتضان الموهبين من خلال انشاء معاهد واكاديميات تدريب متخصصة في كافة فنون الابداع.

كما ألوم جيل المخرجين الكبار الذين قدموا إلى الوطن بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية لانهم هم أصحاب التجارب الحقيقية والاكاديمية فقط قدموا لنا النقد دون التوجيه الحقيقي نحن الذين لم نكن نمتلك الدراية الاكاديمية ومعظم العاملين في مجال العمل المسرحي هم هواة لم يتلقوا تدريب أكاديمي. كما تسأل أين دور الاتحاد العام للفنانين.

الكاتب محمد حجازي رأى أن تجارب العاملين في مجال المسرح خارج فلسطين وبالذات في الوطن العربي امتلكوا تجربه غنية ومتميزة ويقع على عاتقهم احتضان من هم أقل تجربه وخبرة والعمل المسرحي هو عمل جماعي ويحتاج إلى اشراك المرأة ايضاً في مجال فنون المسرح حيث تجدها أقل مشاركة وهذا يحتاج إلى بيئة اجتماعية تتفهم ايضاً طبيعة العمل المسرحي وأهميته.

الكاتب رزق المزعنن ثمن جهود كافة العاملين في مجال المسرح من مبدعي فلسطين لانهم حقيقية بنحتون في الصخر سواء كانوا خارج الوطن او داخلة ابان الاحتلال لكن يجب الانتقال الان إلى تجارب العالم والاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي وتنمية الاتصال بين العاملين في مجال المسرح وبالذات الفلسطيني لتقديم اعمال مشتركة .

وقدم المخرج د.حسين الاسمر التحية لجميع المسرحين في هذا اليوم مثمناً دور الاتحاد العام للمراكز الثقافية على جهودهم التي يبذلونها في اثراء واحتضان المشهد الثقافي الفلسطيني كما قدم التحية لشيخ المسرحيين الفلسطينيين خليل طافش.

وقال إذا تحدثنا عن المسرح الفلسطيني ليس هناك مسرحاً فلسطينياً رغم وجود تجارب فلسطينية عظيمة رغم عدم انشاء مسرح من قبل وزارة الثقافة لكن هناك مسرح تم انتاجه بدعم وتمويل أجنبي للأسف وأقف اليوم وأقول لا بد أن تقوم السلطة الوطنية الفلسطينية بالوقوف أمام مسؤولياتها وإقامة المسرح الفلسطيني ليكون أكثر انضاجاً لهذا الفن العالمي على مر العصور حيث كان سابقاً يتم الاهتمام بالمسرح من قبل السلطة الحاكمة منذ أيام أثينا قبل الميلاد ورغم أهمية المسرح ودوره الفاعل  نحن نجتمع اليوم لنطالب بضرورة الاهتمام بفنون المسرح رغم معرفتنا أن المصيبة الكبرى متمثلة بوزارة الثقافة التي اخذت على عاتقها انها لا تنتج وانما ترعى الابداع فنجد انها لم ترعى ولم تنتج. وأضاف أن السؤال المطروح ؟امامنا اليوم هو كيف نجتاز هذه الاشكالية لننتج ثقافة مسرحية قادرة على مقارعة الاحتلال.

" ابريق الزيت "

وعبر المخرج سعيد البيطار عن سعادته بهذا القاء مثمناً دور القائمين عليه وقال نحن فعلا اليوم في حالة عيد لأننا نرى ونلتقى من أصدقائنا المسرحين في قطاع غزة بهذا اللقاء وأضاف نحن فهمنا من الآخر ان المسؤولين ليس لهم علاقة بالمسرح لذلك ادعو الجميع الى الاعتماد على الذات وعدم الانتظار لان انتظارهم سيطول كما انتظرنا منذ تقديم مشاركتنا في مهرجان القاهرة بمسرحية " ابريق الزيت " من القرن الماضي دون فائدة مرجوة لأنه رأس الهرم الفلسطيني لا يفهم معنى المسرح ولا يريد أن يفهم ويجب التحرك باتجاه الانتاج الخاص.

وقال المخرج والممثل جمال الرزي رغم أننا لم نلتقى منذ فترة طويلة لكن لابد من متابعة وتطور المسرح في العالم وما وصل إليه خاصة في مجال تقنيات العمل المسرحي ولا بدم الاستفادة من كافة التجارب المسرحية سواء كانت خارجية أو محلية كما اسمحوا لنا أن نوجه التحية لجمعية الشبان المسيحية التي احتضنت معظم الاعمال المسرحية منذ البدايات الاولى وأخص بالذكر الاستاذ الفاضل أبو عيسى سابا رئيس الجمعية .

ومن جهته استذكر المخرج والممثل المسرحي د.يسري مغاري العديد من القصص والحكايات التي مرو بها أثناء عملهم المسرحي أثناء وجود الاحتلال في غزة وكيفية ملاحقتهم حتى أثناء احد العروض حيث كان يقوم بدور جندي ويلبس زي الجندي وعند هروبه لاحقه السكان على اعتبار انه جندي حتى تمكن من التخلص من زيى الجندي ..سرد المخرج مغاري هذه التجربة لإبراز ما كان يعانيه الفنان المسرحي حال بقية زملائه من العاملين في مجال المسرح وكيف استطاعوا التغلب على هذه الاشكاليات ومواصلة مسيرتهم في مجال العمل المسرحي بشكل جماعي وفردي.

الكاتب حافظ العباسي قال أنصح زملائي العاملين في مجال المسرح بضرورة الاستفادة من تجارب العاملين في مجال المسرح من قبل بعض الدول الرأسمالية  لا حداث التوازن في ظل غياب الدعم الرسمي للمسرح والفنون كافة .

وختم الأستاذ يسري درويش بالدعوة إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية حقيقية شاملة يتوفر لها الدعم المالي المطلوب للنهوض بواقع العمل الثقافي الفلسطيني الذي لن يرتقى للعمل الوطني دون اهتمام السلطة الوطنية الفلسطينية بتوفير كافة سبل الدعم والتمويل لإنجاح أي عمل ثقافي سواء كان جماعي أو فردي.مؤكداً على ضرورة إطلاق المجال وفتح الأفاق للإبداع لتحفيز الابتكار من اجل الارتقاء بالمستوى الثقافي و الفني الفلسطيني مهنئاً المسرحين في عيدهم السنوي.. 

المناسبة و أسماء بارزة

يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح جاء بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ عام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحياً مميزاً لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 من مارس من كل عام، وعادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونيسكو في باريس، ويتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم.

ويذكر أن ورليكوفسكي يعد واحداً من أبرز المخرجين الأوروبيين في جيله. ولد في بولندا عام 1962، وأبدع بالتعاون مع مصمم المناظر المسرحية شيشسنياك صوراً مسرحية مبهرة.

ويعتمد أسلوب عمله على قيادة ممثليه إلى استكشاف أعمق مستويات إبداعهم والوصول إليها، كما ابتكر أسلوباً جديداً في تقديم شكسبير على المسرح. وقد حقق عرضه لمسرحية «المتطهرة» للكاتبة البريطانية سارة كين، الذي أخرجه عام 2002، نجاحاً كبيراً حين قدم في مهرجان «أفنيون» بفرنسا، ثم مهرجان «مسرح الأميركيتين» بمدينة مونتريال بكندا، ما وضعه على خريطة المسرح العالمي.

ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح من قبل: آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.