أهم بنود الاتفاق حول "النووي الايراني"
تاريخ النشر : 2015-04-06 03:10

لوزان – " ريال ميديا":

 بعد سنوات من الصراع واخفاق جولات سابقة من المفاوضات العسيرة، توصلت القوى الكبرى وايران إلى اتفاق إطار لحل أزمة برنامجها النووي. ما يشكل حجر أساس لاتفاق نهائي. وأهم ما تم الاتفاق عليه هو معضلتا تخصيب اليورانيوم والعقوبات.

بعد مفاوضات ماراثونية متواصلة ليلا ونهارا في لوزان، وشد وجذب وتصريحات كثيرة متناقضة ومتباينة، حيث كان بعضها يشير للتفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق وبعضها يدعو للتشاؤم وفشل المفاوضات؛ توصلت الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) مع ايران إلى اتفاق إطار لتسوية الملف النووي الايراني. ما يشكل مرحلة مهمة على طريق اتفاق نهائي يفترض أن ينجز بحلول 30 حزيران/يونيو القادم.

واختار الغربيون والايرانيون وبينهم الرئيس حسن روحاني شخصيا، موقع تويتر، لإعلان التوصل إلى اتفاق إطار. حيث أعلن روحاني في تغريدة على تويتر قبيل مؤتمر صحفي مشترك لايران والقوى الكبرى في لوزان أن "حلولا حول المعايير الرئيسية للملف النووي لايران تم التوصل إليها. إن صياغة (الاتفاق النهائي) ينبغي أن تبدأ فورا ليتم إنجازه بحلول 30 حزيران/يونيو".

وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق "التاريخي" مع ايران، مشيرا في الآن نفسه إلى أن ذلك لا يعني انتهاء العمل. كما نبه إلى أن "العالم سيعلم" إذا مارست ايران الخداع، واعدا بإجراء "عمليات تحقق غير مسبوقة" للبرنامج النووي الايراني

أهم بنود الاتفاق

أما "المعايير" الرئيسية لهذا الاتفاق كما قدمتها السلطات الأمريكية التي قالت إنه "ما زال يجب التفاوض على تفاصيل تطبيقها" أن "لا شيء يعد مقبولا ما لم يتم قبول كل شيء":

التخصيب:

- عدد أجهزة الطرد المركزي سيخفض من 10 آلاف الى 6104 (اي بمقدار الثلث).

- ستخفض طهران مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب من عشرة آلاف كيلوغرام إلى 300 كلغ مخصب بنسبة 3,67 بالمئة لمدة 15 عاما.

- وافقت طهران على الامتناع عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3,67 بالمئة لمدة 15 عاما.

- ستوضع المواد الفائضة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يمكن استخدامها إلا كبديل.

- وافقت ايران على عدم بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاما.

فوردو وناتنز:

- وافقت ايران على عدم تخصيب اليورانيوم لمدة لا تقل عن 15 سنة في موقع فوردو الواقع تحت جبل، لذلك من المستحيل تدميره في عمل عسكري. ولن تبقى مواد انشطارية في فوردو لمدة 15 عاما على الأقل. سيبقى هذا الموقع مفتوحا لكنه لن يجري عمليات تخصيب لليورانيوم. وسيسحب نحو ثلثي أجهزة الطرد المركزي من الموقع.

- وافقت طهران على أن يصبح موقع ناتنز المنشأة الوحيدة للتخصيب وسيزود بـ 5060 جهاز أي أر-1 من الجيل الاول لمدة عشر سنوات. أما أجهزة الطرد المركزي الأخرى فستسحب وتوضع تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المراقبة:

- ستتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة كل المواقع النووي الايرانية بانتظام.

- يمكن لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول مناجم اليورانيوم والأماكن التي تنتج "الكعكة الصفراء" (نوع مركز من اليورانيوم) لمدة 25 عاما.

آراك:

- سيدمر قلب هذا المفاعل الذي يعمل بالمياه الثقيلة أو ينقل خارج الأراضي الايرانية. وسيعاد بناء المفاعل ليقتصر على الأبحاث وانتاج النظائر المشعة الطبية بدون انتاج بلوتونيوم يتمتع بقدرات عسكرية. وسيرسل الوقود المستخدم الى الخارج طوال عمر المفاعل.

- لا يمكن لايران بناء مفاعل بالمياه الثقيلة لمدة 15 سنة.

العقوبات:

- ترفع العقوبات الأمريكية والأوروبية فور تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احترام ايران لتعهداتها ويعاد فرض هذه العقوبات إذا لم يطبق الاتفاق.

- ترفع كل العقوبات المفروضة بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي ما إن تحترم ايران كل النقاط الأساسية في الاتفاق.

يبقي قرار جديد للأمم المتحدة الحظر على نقل التكنولوجيا الحساسة ويدعم تطبيق هذا الاتفاق.

فترات تطبيق الاتفاق:

تتراوح بين عشر سنوات و15 سنة بحسب النشاطات وستكون صالحة لـ 25 عاما لعمليات التفتيش لسلسلة التزود باليورانيوم.

الالتزام شرط لرفع العقوبات

وقالت مفوضة الأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني إن "الاتحاد الاوروبي سيوقف تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج ايران النووي، كما ستوقف الولايات المتحدة تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج ايران النووي بالتزامن مع تطبيق ايران لالتزاماتها الرئيسية بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ذلك". وكانت موغيرينيأول من غرد على تويتر قائلة "أنباء سارة". تبعها وزير الخارجية الايراني محمد ظريف مؤكدا "تم التوصل إلى حلول".

تم توقيع الاتفاق يوم 2 ابريل 2015 في مدينة لوزان السويسرية

نقاط الاتفاق كما أعلنتها أمريكا:

من جهتها، أعلنت الإدارة الأمريكية النقاط التي تضمنها اتفاق الإطار والتي تشمل:

تخفيض إيران بمقدار الثلثين، عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن أن تُستخدم لتخصيب اليورانيوم من أجل إنتاج قنبلة نووية، حيث ستخفض إيران عدد تلك الأجهزة من 19 ألفاً إلى 6104، على أن تكون أجهزة الطرد المركزي المتبقية من الجيل الأول، ويستخدم منها 5060 جهازاً لتخصيب اليورانيوم.

وتتعهد إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة أقل من 3.67%، خلال 15 عاما على الأقل، بحيث لا تتمكن من إنتاج سلاح نووي. وستخفض إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب من 10 آلاف كيلوجراماً إلى 300 كيلوجراماً فقط.

وتوضع أجهزة الطرد المركزي الفائضة والبنية التحتية اللازمة لتخصيب اليورانيوم الزائدة عما تم الاتفاق عليه، في مخازن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويمنع استخدامها إلا في حالات معينة مثل تبديل المعدات المسموح بتشغيلها.

ولدى تطبيق الخطوات التي تم الاتفاق عليها، ستحتاج إيران إلى 12 شهراً، من أجل إنتاج المواد اللازمة لصناعة قنبلة نووية، في حين أنها تحتاج حاليا إلى شهرين أو ثلاثة لإنتاج تلك المواد.

المنشآت النووية:

ووفقا لاتفاق الإطار، لن تقوم إيران ببناء أي منشأة جديدة بغرض تخصيب اليورانيوم خلال 15 عاما، ولن تستخدم إيران  منشأة "فوردو" لمدة 15 عاما على الأقل، وسيتم تحويل المنشأة إلى الأغراض السلمية. كما لن تُجرى أية أبحاث بخصوص التخصيب في المنشأة لمدة 15 عاما، ولن يبقى فيها مواداً انشطارية. وسيتم سحب ثلثي أجهزة التخصيب في المنشأة، ووضعها تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونص اتفاق الإطار على أن تقوم إيران لمدة 10 سنوات، بتخصيب اليورانيوم فقط في منشأة "ناتانز"، وباستخدام 5060 جهاز طرد مركزي من الجيل الأول، في حين توضع أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورا، في مخازن تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الرقابة الدولية:

تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة كل المواقع النووية الإيرانية، بانتظام. كما سيكون بإمكان مفتشي الوكالة الوصول لسلسة إمداد البرنامج النووي الإيراني، لا سيما مادة اليورانيوم.

وتقوم إيران بتمكين الوكالة الدولية من الوصول إلى أي موقع تشتبه به أو تصفه على أنه "منشأة سرية". كما وافقت إيران على تطبيق البروتوكل الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يمنح الوكالة حق الوصول للبرنامج النووي الإيراني، والوصول إلى معلومات أكثر عنه.

مفاعل "أراك":

يتم إعادة بناء مفاعل "أراك" الذي يعمل بالمياه الثقيلة، بشكل لا يستطيع إنتاج البلاتينيوم، الذي يستخدم في الأسلحة النووية. وتلتزم إيران بعدم بناء مفاعل ماء ثقيل إضافي خلال 15 عاما.

تقوم إيران بشحن الوقود المستنفد من المفاعل إلى خارج البلاد، وتلتزم إيران بعدم إجراء أبحاث أو عمليات إعادة تصنيع على الوقود النووي المستنفد.

تعليق العقوبات:

يقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بتعليق العقوبات المتعلقة ببرنامج إيران النووي، بعد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تطبيق إيران جميع الخطوات الرئيسية المتعلقة ببرنامجها النووي.

وتُرفع  جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي المتعلقة ببرنامج إيران النووي، في وقت متزامن مع طمأنة إيران بخصوص المخاوف الرئيسية المتعلقة بذلك البرنامج. وسيتم إعادة تنظيم الأجزاء المتعلقة بنقل التكنولوجيا الحساسة، من خلال مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي.

وسيعاد العمل بالعقوبات، في حال حياد إيران عن تطبيق ما التزمت به.