شرم الشيخ : مذبحة اللغة العربية
تاريخ النشر : 2015-03-29 02:25

أكرم أبو سمرا. 
هناك في شرم الشيخ .. حيث يفترض أن ( الأرض بتتكلم عربي ) .. وجدت الضاد مريضة وعليلة .. ليس عن دلع وغنج مثل ( ليلى العراق ) ولكن عن جد يلعن سنسفيل الجدود .. وألفيتها مصابة بمرض الركاكة العضال .. حيث تم رفع المجرور .. ونصب الفاعل .. العجيب أني وجدت صفتين معطوفتين واحدة منها منصوبة والأخرى مرفوعة .. على ألسنة أصحاب والجلالة والفخامة والسمو 
أخو الشلن هاروت وأخو البريزة ماروت غابا عن المؤتمر فضاعت يتيمة الدهر .. وشيعت الضاد إلى القبر ! 
يا سادة : وسمعت ابن منظور صاحب لسان العرب .. يصيح : الغوث البوث .. النجدة .. الحقوني .. ثم يهم بطلب اللجوء النحوي والبياني إلى السويد !
طيب :
1- ألم يتدرب القادة على القاء هذه الخطب المكتوبة لهم سلفا ؟ 
2- سأفترض أن كتبة الخطابات على علم جيد باستفحال الزهايمر في ألسنة وعقول قادتهم .. وعليه أسأل : لماذا لم يتم تبسيط الخطاب على طريقة .. بسم الله .. ثم اشارة بتوزيع الخطاب على الحضور ثم والسلام عليكم .. فما شأن الهؤلاء بالآيات الطوال .. حتى ندخلهم في حيص بيص لغوي ليس على البال ؟
3- لن يكون حال العربية مع قادتها هو حال الشاعر مع قومه:
( فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم  وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ) .. لسبب بسيط أننا هنا أمام عملية اغتيال سافر فاحش العماء .. وقتل وجودي وبنيوي وعن سابق جهل وتخلف ..ولأننا أمام حقيقة تقول : أمة اقرأ لا تحسن القراءة !
4- ترى كيف لمن يبرع في تخريب نحوي بلاغي - رغم كونه مشكولا ومرتبا وتم التدرب عليه - كهذا أن يتنطع بأنه قائد عملية البناء التعليمي .. والنهوض العلمي ؟
ملاحظة : وعليه لا يجوز لأحد أن يستغرب ما نحن عليه من مآس وكوارث .. فحال العرب من حال اللغة على ألسنة قادتهم !
توصية : كنت أتمنى لو كان وزير خارجية اسرائيل أبا ايبان حيّا كي أرسله إلى مؤتمرات القمة لتصحيح اعوجاج ألسنة أهلها .. وهو الذي كان يصحح للكثيرين من أهلها عندما يلحنون !!.. ناهيكم عن أنه ترجم ( يوميات نائب في الأرياف ) لتوفيق الحكيم من العربية إلى العبرية 
ولكن .. كون ميتا .. مع أن الضاد حيّة على لسانه ميتا .. فيما هي ميتة على لسان أهلها الأحياء ..!! .. أدعو الجامعة العربية إلى اعتماد السيد شاؤول منشّة كمصحح ومقوّم للسان العربي في جامعة الدول العربية .. وناطور على سلامة الست ضاد .
أما إن تعذر ذلك - لاستشعار الحرج !! - فإني أقترح أن يقاد القادة العرب بالقوة إلى دورات مكثفة لمحو الأمية .. وأن يكون من شروط القيادة أن يميز القائد بين الفعل والفاعل والمفعول !!
ولا أطالبهم هنا بالمحال أي أن يكون الواحد منهم سيبويه زمانه !! ولكني لا أرضى أن يكون الواحد منهم أقل ضادوية من شاؤول منشية ومن شمعون بيرس .. حتى لا أقول أبا إيبان فهذا الأخير ما لا طاقة لهم به 
بقي حل مقبول وحيد يمثل طوق نجاة لهم وللغة .. أن لا توصف القمة بأنها عربية .. وأن لا يتلو كلمة القادة وصف العرب !!
وبحثنا عن سلامة الموقف الوطني والقومي والديني في خطبهم حول الإرهاب الذي زاد غموضا والتباسا .. فلم نجد 
ثم قلنا المهم أن نعود بسلامة الموقف اللغوي .. فعدنا من الغنيمة بالغياب والسراب .. تبا

كاتب فلسطيني:

الآراءالمطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقعالإعلام الحقيقي