هل أدارت حماس ظهرها لإيران واختارت المحور السعودي؟
تاريخ النشر : 2015-03-29 01:55

غزة – وكالات – " ريال ميديا":

رأى خبراء سياسيون فلسطينيون، في إعلان حركة (حماس)، وقوفها مع "الشرعية السياسية" في اليمن، إشارة صريحة إلى رغبتها في التقارب مع محور المملكة العربية السعودية على حساب المحور الإيراني.

وكانت حركة (حماس)، أعلنت، السبت، في أول تعليق لها على الأحداث الجارية في "اليمن"، أنها تقف مع "الشرعية السياسية، وتؤكد على وقوفها مع خيار الشعب اليمني الذي اختاره وتوافق عليه "ديمقراطياً"".

وتابع البيان: "تؤكد الحركة أنها مع أمن واستقرار المنطقة العربية دولاً وشعوباً، وترفض كل ما يمس أمنها واستقرارها".

وبالرغم من عدم إشارة بيان حركة حماس إلى تأييد العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد "الحوثيين" في اليمن، إلا أن عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة (خاصة)، رأى أن حركة حماس أرادت أن تكون ركناً أساسياً في المحور الذي تقوده "السعودية" في المنطقة.

وأضاف: "تفسيرات البيان قد تحمل أكثر من وجه، لكن ما هو أكيد أن الحركة اتخذت موقفاً سياسياً، بناء على مراجعات، وأصدرت هذا الموقف تجاه ما يجري في اليمن، ومن الواضح أنها مع الموقف الرسمي العربي؛ الذي يؤيد العملية العسكرية في اليمن ضد الحوثيين"، كما نقلت الأناضول.

ووفق أبو عامر، فإن إيران التي ترفض العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ضد "الحوثيين"، لم تلتقط الفرص السياسية التي حاولت حماس إرسالها مؤخراً.

وتابع:" إيران لم تلتقط أي فرصة صنعتها حماس للتقارب معها سواء إعلامياً، أو سياسياً، ويبدو أن التغييرات المفاجئة في المنطقة، والتي تقودها السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، قد دفعت حركة حماس للتفكير بجدية لأن تكون جزءاً أساسياً من هذا المحور".

ورأى أبو عامر، أن علاقة إيران بحركة حماس بعد البيان حول الأحداث الجارية في اليمن؛ لن تكون كما كانت سابقاً (قبل إصدار البيان).

ً وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت حماس، علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ولكن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، ورفض حماس تأييد نظام بشار الأسد الذي يلقى دعماً واسعاً من إيران، وتّر العلاقات بينهما.

واستأنفت حماس علاقتها مع إيران بعد أن زار وفد رفيع من قيادتها العاصمة طهران، مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ومحور السعودية هو الأفضل بالنسبة لحركة حماس على الأصعدة السياسية كافة، كما يقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، وهو ما دفعها، وفق تأكيده، إلى إصدار مثل هذا البيان.

وأضاف أبو سعدة، أن حركة حماس، أعلنت أنها تريد "علاقة مستقرة ومتوازنة مع السعودية"، وهو ما يفسر تأييدها الضمني، وربما الواضح للسياسة السعودية، تجاه ما يجري في اليمن.

وتابع: "كما أن السعودية تقود تحالفاً في المنطقة، يحتوي العديد من الأطراف التي تتمتع بعلاقة جيدة مع حركة حماس في مقدمتها تركيا وقطر، والسعودية قد تكون بوابة تحسين علاقة حماس مع مصر".

وتلك العوامل كافة ساهمت، كما يقول أبو سعدة، في دراسة حركة حماس للموقف، واتخاذها قرار الانسحاب من المعسكر الإيراني، نحو "السعودي".

وكان محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قال في تصريحات صحفية له مؤخراً، إن حركته معنية بعلاقات جيدة ومستقرة مع السعودية.

كما كشف الزهار عن زيارة قريبة (لم يحدد موعدها) سيقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

من جانبه، يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، الصادرة من الضفة الغربية، إن حركة حماس، تريد أن تنسحب من المعسكر الإيراني، وتتجه نحو التحالف العربي السني، بقيادة "السعودية"، للخروج من عزلتها العربية والدولية.

ويضيف عوكل، أن حركة حماس، وفي ظل التطورات السياسية المتلاحقة، و"المخيفة" في آن معاً، تريد أن تنأى عن أي ضرر سياسي قد يلحق بها.

وتابع: "من الواضح أن السعودية تقود تحالفاً عربياً قوياً، وهناك إجماع عربي على العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، حتى أن هناك إجماعاً شعبياً، ورفضاً للتمدد الإقليمي لإيران في دول المنطقة؛ لهذا الحركة اتخذت مثل هذا الموقف".

وأكد عوكل، أن حركة حماس أرادت القول، من خلال البيان، إنها مع المنظومة العربية، وهو ما يُحسب لها لأن القضية الفلسطينية لا تحتمل التجاذبات، والأهم أن ذلك قد يخفف من معاناة قطاع غزة الذي لا تزال تسيطر عليه الحركة.