الدورة العشرون من "جلفود" الأنجح والأكثر تأثيراً في تاريخ الحدث
تاريخ النشر : 2015-03-23 01:09

دبي، الإمارات العربية المتحدة – " ريال ميديا":

حققت الدورة العشرون المنصرمة من معرض الخليج للأغذية (جلفود) نجاحاً باهراً، فكانت الدورة الأكبر والأكثر تأثيراً في تاريخه، ما جعلها ترسّخ مكانة الحدث كبوابة من بين الأهمّ في تجارة السلع الغذائية في العالم. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة التبادلات التجارية والمبيعات التي شهدها الحدث على أرضه والتي ستتولّد نتيجة له على مدار العام، مليارات الدولارات.

ونجح معرض "جلفود" الذي أقيم في فبراير الماضي بمركز دبي التجاري العالمي، بالاستفادة من البنية التحتية المتطورة والخدمات الجمركية المتقدمة في دبي، والتي باتت واحدة من أكبر محطات التجارة المركزية في العالم وبوابة تربط الشرق والغرب، وفي أن يصبح منصة ذات شهرة عالمية للتجارة والاستثمار تستفيد منها الشركات في أنحاء العالم. كذلك تمكّن الحدث الدولي الكبير من الاستفادة من ازدهار سوق السياحة والضيافة الإقليمية.

واستقبلت دورة 2015 من "جلفود" 84,642 زائراً من 170 بلداً، وكان أقيم على 127,000 متر مربع من مساحات العرض، تشمل مبنى مؤقتاً بتصميم خاص مساحته 23,000 متر مربع هو الأكبر من نوعه إقليمياً.

كما استقطبت الدورة العشرون من "جلفود" 4,800 شركة عارضة محلية وإقليمية ودولية، بينها مئات من الشركات التي شاركت لأول مرة، وآلاف الشركات التي اعتادت المشاركة بانتظام في المعرض، وعدد من الشركات التي حافظت على مشاركتها في كل دورة منذ الانطلاقة الأولى للمعرض في العام 1987.

وشهدت الدورة المنقضية من "جلفود" عرض عشرات الآلاف من العلامات التجارية التي غطّت جميع جوانب قطاع الأغذية، من الأطعمة الجاهزة والسلع الغذائية ومنتجات المشروبات ومعدات خدمات الطعام والضيافة، علاوة على الأطعمة الطازجة والمجمدة والمجففة والمصنّعة، من بينها أكثر من 1,000 شركة وعلامة تجارية متخصصة بالأغذية الحلال، من مشروبات الطاقة، والأغذية النباتية والنباتية التامة، واللحوم والدواجن، والأطعمة المعلبة، وأطعمة الذواقة والأغذية الفاخرة، وهي الشركات والعلامات التي شاركت في الدورة الثانية من معرض عالم الأغذية الحلال، أكبر حدث سنوي مختص بمصادر الأغذية الحلال في العالم.

وقالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، إن النمو الملحوظ في "جلفود" منذ دورته الأولى قبل 28 عاماً هو انعكاس لمكانة دبي العالمية كمركز للتجارة والخدمات اللوجستية لقطاعات الأغذية والضيافة، ومحركاً استراتيجياً دافعاً لنمو الاقتصاد الإماراتي ذي التنوع المتزايد، وأضافت: "تواصل دبي ودولة الإمارات تعزيز دورهما الحيوي كمركز تجاري إقليمي ودولي من خلال بناء اقتصاد مستدام ومتنوع، والاستفادة من علاقات الشراكة الاقتصادية العالمية الرامية إلى ضمان الازدهار والأمن على المدى الطويل، وسوف يكون هناك دائماً حاجة، في مثل هذه البيئة، إلى معرض "جلفود" أكبر وأفضل".

وجرى خلال المعرض إبراز الأهمية التجارية المتزايدة لسوق الأغذية الحلال العالمية في ظلّ تشكيلها لما نسبته خُمس تجارة الأغذية في العالم، بحسب أرقام شركة "داتامونيتور" للعام 2014، والتوقعات بوصول حجم هذه السوق إلى 10 تريليونات دولار بحلول العام 2030، وفق دراسة لمؤسسة "جلوبل فيوتشرز آند فورسايتس".

وقد ثبّت قطاع الأغذية العالمي تركيزه على تنفيذ توحيد معايير الأغذية الحلال وأطر منح شهادات الحلال، خلال المؤتمر الافتتاحي للاستثمار الحلال، في حين كشفت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس النقاب عن علامة "حلال" الإماراتية، ما يعكس رؤية دبي لتصبح عاصمة الاقتصاد الإسلامي العالمي. وتمّ بالفعل خلال فترة المعرض، التصديق لاثنتين من الشركات الإماراتية رسمياً على استخدام علامة "حلال" الوطنية الإماراتية، وهما شركة "جلوبال للصناعات الغذائية"، المختصة بتصنيع المواد الغذائية المجمدة ومقرها الشارقة، وشركة "أغذية" لصناعة الأطعمة والمشروبات، والتي تتخذ من أبوظبي مقراً. كذلك شهد "جلفود 2015" اعتماد هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس لكل من أستراليا ونيوزيلندا كأول دولتين تلبّيان متطلبات علامة الحلال الجديدة على منتجات اللحوم المستوردة.

من جهة ثانية، شهدت الدورة العشرون من المعرض أيضاً أكبر مشاركة من أمريكا الجنوبية على الإطلاق، شملت تمثيلاً من الأرجنتين والبرازيل وتشيلي والإكوادور وكولومبيا وبيرو وأوروغواي. وفي هذا الإطار، قال خافيير لاريا، مدير التسويق في مؤسسة ترويج الصادرات بالإكوادور، المعنية بتشجيع التجارة والاستثمار في البلاد، إن مشاركة الإكوادور في "جلفود" بدأت بمنصة عرض صغيرة  قبل ثلاث سنوات، مشيراً إلى نموها في هذا العام إلى تسع شركات من قطاعات مختلفة، أكّد أن جميعها حريصة على دخول أسواق الشرق الأوسط، وأضاف: "نتطلع من خلال مشاركتنا في هذا المعرض إلى تعزيز صادراتنا الوطنية وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر والسياحة من الشرق الأوسط إلى الإكوادور، ونحن مطمئنون، بعد النتائج الرائعة التي حققناها في العام الماضي، إلى أن مشاركتنا هذا العام سوف تسفر عن نتائج أفضل".

أما حضور الولايات المتحدة الأمريكية، الذي مثله واحد من أكبر الأجنحة في "جلفود 2015"، فشمل 166 شركة عرضت منتجاتها على مساحة تجاوزت 2,000 متر مربع، ما شكل انعكاساً للدور المهم الذي ظلّ يلعبه الحدث في النمو الهائل للصادرات الزراعية الأميركية إلى دولة الإمارات على مدى العقود الثلاثة الماضية، والتي بلغت قيمتها في العام الماضي 1.5 مليار دولار.

وبهذه المناسبة، نقل كوينتين غراي، المفوض الزراعي في مكتب شؤون الزراعة بوزارة الزراعة الأمريكية، عن العارضين الذين تحدث إليهم القول إن جناح العرض التابع للولايات المتحدة في "جلفوود 2015 "كان أفضل جناح"، وقال: "كان تنظيمنا وخدمات الدعم التي قدمناها لعارضينا في هذا المعرض الأفضل، وقدّرنا بأن مبيعاتنا على أرض الحدث تجاوزت 80 مليون دولار، وأن المبيعات في الأشهر الاثني عشر المقبلة ستزيد على 265 مليون دولار كنتيجة مباشرة للمشاركة في هذا المعرض، ونحن نرى في "جلفود" واحداً من أهمّ معارض الأغذية في العالم لصادرات الولايات المتحدة الزراعية، وكل من تحدثت إليه من العارضين يتطلع إلى المشاركة في دورة العام 2016 من المعرض".

واستضاف "جلفود 2015" أيضاً، علاوة على دوره كمنصة للتجارة والأعمال، سلسلة من المنتديات والندوات المتخصصة، جمع فيها وزراء ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، وقادة وخبراء دوليين بارزين في قطاع الأغذية، حيث ناقشوا مواضيع رئيسية مطروحة على الأجندة العالمية للقطاع الغذائي، مثل الأمن الغذائي وتراخيص الامتياز والأغذية الحلال، فضلاً عن تسليط هذه المنتديات الضوء على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه "جلفود" كمنبر مرموق للتبادل المعرفي والحوار على الصعيد العالمي.

وفي ظل الأهمية المتعاظمة للأمن الغذائي في الأمدين القريب والبعيد وكونه أولوية أولى للبلدان في جميع أنحاء العالم، سلّطت قمة الأمن الغذائي العالمي، التي أقيمت على هامش المعرض ضمن "فعاليات جلفود للقادة"، الضوء على أهمية دول مجلس التعاون الخليجي كونها تتصدر الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، الرامية إلى معالجة المخاوف المرتبطة بالأمن الغذائي على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وشملت المواضيع التي نالت جوانب من النقاش، استدامة قطاع الزراعة العالمي، وإصلاحات السياسات ذات الصلة، والاستحواذ على الأراضي الزراعية حول العالم، والاستراتيجيات والمبادرات الزراعة المحلية.

وعلى جانب آخر، يعتبر قطاع تراخيص الامتياز الغذائي، المقدرة قيمته بنحو 79.1 مليار دولار والمتوقع أن ينمو بنسبة 7.4 بالمئة في منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الأربع القادمة، وفقاً لشركة "يورومونيتور"، واحداً من محركات النمو الأبرز في سوق الضيافة في المنطقة. واستطاع "مؤتمر تراخيص الامتياز الغذائي" أن يجلب عدداً من القادة المؤثرين في القطاع لتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات بشأن أفضل الممارسات المتعلقة باتخاذ القرارات الصحيحة في تملك شبكات الامتياز وإدارتها بنجاح. ويشكّل "جلفود" منصة مثالية تُبرز الدور الاستراتيجي الذي تلعبه دولة الإمارات كنقطة دخول رئيسية لعدد متزايد من العلامات التجارية العالمية الراغبة في التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، فضلاً عن كونها بوابة انطلاق للعلامات التجارية المحلية التي تتطلع للتوسع على المستوى العالمي.

وفي شأن ذي صلة، احتفت الدورة السادسة من "جوائز جلفود"، وهي إحدى الجوائز الأرفع مستوى في المنطقة، بالريادة والابتكار وكرمتهما لدى الأفراد والشركات في قطاع الأغذية والمشروبات العالمي. وذهبت "جائزة جلفود للإنجاز المتميز في القطاع"، التي تُمنح تكريماً لشركة أو شخصية أظهرت التزاماً استثنائياً وإنجازاً متميزاً في قطاع الأغذية والمشروبات بمنطقة الشرق الأوسط، إلى عيسى الغرير، رئيس مجلس إدارة شركة الغرير للموارد.

وجرى خلال الحفل كذلك الاحتفاء بالدورة العشرين لمعرض "جلفود". وشهد الحفل ما يزيد على ألف من المدعوين من كبار القادة وصانعي القرار في قطاع الغذاء والضيافة، فضلاً عن مشاهير الطهاة وأبرز العارضين والعملاء المشاركين في جلفود، إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام والمجموعات الوطنية المشاركة في الحدث الكبير.

يُذكر أن حدث "جلفود 2016" سوف يقام بين 21 و25 فبراير من العام المقبل في مركز دبي التجاري العالمي. ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات عن هذا الحدث التجاري الخاص بالزوار من التجار والمختصين والخبراء من قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة