ما زال الواقع العربي الإسلامي يطاردهُ شبح الارهاب الممنهج وذلك عبر غموض مصادره ومموليه...

غزة – " ريال ميديا":

اختلفت حوله الآراء وكان التساؤل الأكبر. : أوافٌد هو ، أم نابع من فتاوي الفقه السياسي ولعل ثقافة التكفير التي تعتبر رأس الحربة فى صنع هذا الواقع قد استندت على فتاوي دار حولها الجدل ، إذ أغمضت تلك العقول عيونها عن ثقافة التسامح والحب التى عززها الاسلام ونادى بها الرسول الأكرم صلى الله عليه واَله وسلم وعياَ وتطبيقاً
جاء ذلك فى الندوة التى نظمها مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون حول الواقع العربي الاسلامي وثقافة الارهاب بمشاركة العديد من الاكاديميين والمثقفين

ورحب المدير العام للمركز الأستاذ / فايز الحسني ، بضيوف اللقاء الثقافي والحضور الكريم لافتآ الى أهمية هذه اللقاءات الثقافية والفكرية في بناء العقل الفلسطيني والعربي وترسيخ ثقافة الحب والحوار والتسامح .
وقال أ- جواد الهشيم في كلمته إن عدم الاستقرار فى عالمنا العربي والاسلامي اليوم ليس جديداَ عليه , وهناك صفحات سوداء فى تاريخنا تؤكد ذلك وغدا الارهاب اليوم سمة العصر بل سيفاَ مسلطاَ على رقاب الشعوب 
وتساءل الهشيم : أوافًد هو ، أم متأصل فينا ؟؟
أما الأكاديمي الدكتور خضر محجز ، فقد أشار إلى أن اجتياح المنطقة بمفهوم الارهاب وإنما هو بفضل التسليم بفتاويِ قديمة ساهم العلماء فى الترويج لها 
وقال محجز: أن وراء الأكمة مخطط قبيح يسعي إلي إعادة ترسيم خارطة المنطقة ، كما سلط الضوء على ضياع الأمة بضياع مصر وأن مصر قلب الأمة إذا توالت عليها الهجمات الإرهابية لاسقاطها فلا استقرار لأمة العرب 
وأكد محجز على ضرورة استيقاظ العقول المثقفة والواعية لتدارك هذا الخطر ، لافتآ الى ما تتعرض له المنطقة من ضربات قوية تستنزف جيوشها العربية لافتآ الى الجيش العربي السوري وما يواجهه من العدو الاسرائيلي وأعوانهم .

وأوضح محجز أن الصراع اليوم بدلاً من أن يكون صراعاً عربيآ ضد اسرائيل فإنه تمحور في صراع فلسطيني اسرائيلي 
وركز محجز على ضرورة المراجعة للتراث الفقهي السياسي والتاريخ الاسلامي الذى لم يمط اللثام عن مفاهيم الاستعباد والحرب والرجم والسبي
وامتلاء القصور بالجوارى فجاءت داعش وأخرجت ذلك من التاريخ وسارعت إلى تطبيقة . 
من جانبه قال الأكاديمي الدكتور محمد بكر البوجي إن المجتمع العربي بطبيعتة جُبِلَ على حب الحرية والمحبة والتفائل مع الآخر وما نعيشه اليوم ليس هو بالصورة الحقيقية لثقافتنا الاسلامية
وإنما اغترفناها من آراء الفقهاء القديمة التي غدت مقدسة عند الآخرين ، وقال البوجي إن ما يجري من أحداث مؤلمة في الساحة العربية إنما هو نتاج تدخلات أجبنية في واقعنا الثقافي لتدمير مشروع النهضة والشخصية العربية 
وأكَّد البوجي على أنّ استهداف مصرهو لحرفها عن الأمة وقضاياها مبرمج ومخطط له 
كما أشار البوجي :إلي إعادة النظر في المناهج الثقافية ونادي بغرس ثقافة التسامح وهي ثقافة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
وأثار البوجي إلي مسألة تفسير النص ممثلاً بقوله تعالي "وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت " فقال ليس المراد هنا وئد الأنثي وإنما يتعلق بوئد النفس .
وختم البوجي كلمته بتعزيز الجهد في إعادة النظر في المناهج الدراسية ومتابعة المعلمين والاهتمام بالموروث الثقافي بعيداً عما لا يصلح للمعاصرة 
من جهته رَحبَّ المدير العام لمركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون ، بحضور الأكاديميين والمثقفين والمحاضر وضيف شرف الندوة ،كما أكد على عزم مركز رواسي فلسطين في استمرار اللقاءات الفكرية والأديبة لتبادل الخبرات وطرح القضايا المهمة في واقعتا محلياً وعربياً ، وتحقيق الرسالة السامية فكرياً وأدبياً وثقافياً التي نهض من أجلها مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون .
في ختام الندوة قام مدير عام مركز رواسي فلسطين بشكر الجميع وقدَّم شهادة تقدير لكل من الدكتور / خضر مجحز ، والدكتور/ محمد البوجي