الإختيار...

دينا المقادمة:

ايام باتت مع الانتظار طويلة واحلام ترقص كأنها وردية اخذت تجر فستانها الابيض والعطر الخلاب يحتضن العنق والفستان....زغاريد وفرح وزينة وهو بجانبها يمسك بيدها يتشاركا الابتسامة ... وشلال من الاماني وربيع من الحب يقفز معهما الي قفص الزوجية... ايام معدوددة... تنقلب رأس علي عقب. تغير في المعاملة والفاظ جارحة واعتداءات جسدية.. يجلس بجانبها ينظر اليها بحدة وسيجارة من التبغ وحبة هي المخدرات يدورها في راحة يده ثم يتناولها ويشرب الماء الي ان تنفذ القنينة وتبدأ معها نظراتها اللائمة المشمئزة اليه..ليرمي بغضبه وسخطه علي جسدها فيشبعها ضربا بلا مبرر يتكرر المشهد كل ليلة وفى كل مرة تسال نفسها كيف لم تكتشف حقيقة الامر في بداية الخطوبة وكيف كان وراء الوجه الملائكي شيطان مدمن ... ايام عصيبة ونفسية محطمة وسط محاولات منه بأن يجعلها ترى الامر عاديا وتكمل معه الطريق.. تجمع ثيابها وتذهب الى بيت العائلة وفى كل مرة كانت تعزم على الطلاق تلاحقها كلمات وعبارات تجعلها تتراجع .. "البنت ما الها الا بيت زوجها""بكرة بتغير" وتعود حاملة بأسها اليه .وفي المرة الاخيرة التي طالتها اعتداءته .. صفعة احست بها انها ستموت جمعت فيها كل افكارها لتذهب بها الى فكرة الطلاق دون اي تراجع او تأثير من احد ذهبت وفي قلبها قرار لن تتراجع عنه( الطلاق) و في ثبات كان كبيرا افشلت كل محاولاته بأن يردها الي جحيمه...أنهت معركة لم يكن لها أى ذنب فيها سوى اخفاق في الاختيار بحصولها علي ورقة كانت بداية حياة جديدة بالنسبة اليها انها ورقة الطلاق مقابل تنازل منها عن كافة حقوقها والحصول علي الحرية التى ستضمن لها العيش بلا اى خوف او قلق..