السبت 23 سبتمبر 2023

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

صفاء رقماني:

المســرح مــكان لتطهير الروح

  • 22:24 PM

  • 2021-12-11

" ريال ميديا ":

صفاء رقماني، ممثلة سورية، باتت من أكثر الوجوه حضوراً على خشبة المسرح السوري، الذي بدأ باستعادة أنفاسه، بعد سنوات الحرب العجاف، فإلى جانب المواهب العديدة الأخرى التي تمتلكها، تبدو رقماني اليوم، رقماً مميزاً على الخشبة، توجته بالفوز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في دورته الثانية، عن دورها في «بيت الشغف»، الذي أعاد صياغته «هشام كفارنة»، عن نص يوجين أونيل «رغبة تحت شجرة الدردار». 

صفاء التي أهدت الجائزة لروح والدتها، التي فقدتها قبل أشهر قليلة، كشفت لـ «البيان»، أن خسارة والدتها حولتها إلى شخص صامت، يبحث كل الوقت، كيف يعيد الحياة لروحه.

وقالت «لا أخفي أني لم أشعر بالسعادة منذ زمن، أولاً بسبب الظروف التي مرت على بلدنا، ومن ثم ظروف قاسية مررت بها شخصياً، أقساها وفاة والدتي في شهر أبريل الماضي». مضيفة «كانت سعادتي ناقصة، رغم حصولي على الجائزة بغيابها».

إمكانات حقيقية

- قدمتِ خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب «شغف»، «حفلة على الخازوق» لمحفوظ عبد الرحمن، إخراج زيناتي قدسية، و«إعدام»، عن نص انسو هيروسترات لغريغوري غورين، و«إبراهيم وصفية» لوليد إخلاصي، ماذا تعني لك الخشبة؟ وكيف تتفاعلين مع المكان عند لعبك الدور؟

المسرح لا يشبه أي شيء آخر، وعندما يقال «المسرح يضيء الحياة»، فلأنه حقيقي ليس كاذباً، الممثل يظهر إمكاناته الحقيقية إن كان يملك شيئاً أم لا.

هذا التواصل مع الناس له خصوصيته كثيراً، وأرى في الخشبة مكاناً لتطهير الروح. هو صعب، لكن حلاوة الأمور في صعوبتها.. لذلك، أحب هذا المكان، برائحته الخاصة كرائحة البن، أو رائحة المطر الممتزج مع التراب، بستائره العتيقة، وأرضه المغبرة. لن أترك المسرح أبداً، حتى لو كان لدي عشرات الأعمال الأخرى، وعودتي من هذا الباب بعد انقطاع، هو رسالة بأن القضية ليست قصة فتاة جميلة، تعتمد على شكلها مثلما يظن البعض، المسرح هو إثبات لوجودك وحقيقتك كفنان من الداخل.

- المسرح السوري بدأ باستعادة أنفاسه بعد سنوات الحرب، لكن بحضور خجول، ما الذي ينقصه حالياً ليعود إلى سابق عهده؟ أم ترين أن الأمر أصبح أكثر صعوبة؟

على العكس، فوجئت بمتابعة الجمهور للعروض التي شاركت بها، كان هناك إقبال مدهش فعلاً، بعد أن ظننت أنه ليس هناك جمهور، نتيجة للظروف التي ممرنا بها.

أعمال محلية

- إلى ماذا تعزين عزوف الممثل السوري عن المشاركة في أعمال مسرحية محلية، مع بعض الاستثناءات طبعاً؟

هناك الكثير من الظلم، أجور الممثل المسرحي في بلدنا، لا تتناسب أبداً مع الجهد الذي يبذله، والوقت الطويل الذي يمضيه في التحضير والعرض؟ نخرج أحياناً بأضرار مادية ونفسية، ولا أخفيك أن الممثل قد يدفع من جيبه، بمعنى أنه «قد يخرج من العمل مَديناً»، وهذا الأمر يبخس حق الممثل، لذلك يعزف الكثيرون عن الأعمال المسرحية. أتمنى أن يعاد النظر في هذا الأمر، وأن يُقَدّر جهد الممثل المسرحي أكثر من ذلك.

بالنسبة لي، لم أعمل أبداً من أجل المال، وقد عُرِضَت عليّ الكثير من الأعمال التلفزيونية، كان هدفي الأعلى مختلفاً، لكن لا أحب أن أُظلم. المسرح أشتغله لروحي وشخصي لصفاء، والناس التي تأتي لمشاهدتي والتواصل معي.

نصوص أجنبية

- شاركت سوريا في مهرجان بغداد الدولي للمسرح بعرضي «شغف»، و«سوبر ماركت» لأيمن زيدان، عن نص الكاتب الإيطالي «داريوفو». ألا ترين أن الأمر يحمل بعض الغرابة، أن تكون المشاركة السورية بعرضين مستندين إلى نصوص أجنبية؟

لا أرى الأمر غريباً، ما المانع من المشاركة بنصوص أجنبية، إن كانت جميلة، وفيها مادة دسمة ورسالة، وبطبيعة الحال، أنا مع أن نعمل أشياء عن أحوالنا، وأوضاعنا وقصصنا وحكاياتنا. بالمحصلة، المهم عندي هو المحتوى الراقي، أحب أن أشتغل بضمير عالٍ، وأتعب على الشخصية، لكنني أنسى كل ذلك، عندنا أرى تقدير الناس ومحبتهم.

تجربة مرايا

- شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية، من بينها مسلسل «مرايا»، مع الفنان الكبير ياسر العظمة، كيف تصفين هذه التجربة، وما الذي أضافته إلى صفاء كممثلة. وأي هذه الأعمال ترينها الأكثر نجاحاً بالنسبة لك؟

مرايا مرحلة جميلة من حياتي، عرَّفت الناس على ملامح صفاء رقماني، لكنهم لم يحفظوا اسمي، فيما بعد أعمالي الأخرى، هي التي جعلتهم يتعرفون إليّ أكثر، أحترم الأستاذ ياسر العظمة كثيراً، وأتمنى له دوام الصحة والسعادة.

- تقييمك للأعمال التلفزيونية العربية المشتركة، وقد شاركت في عدد منها؟

الأعمال العربية التي شاركت بها، شكلت رصيداً لي، شاركت بالعمل الكويتي «رصاصة الرحمة»، الذي صوّر في الكويت ودبي، للمخرج منير الزعبي. وفي أعمال عديدة في الأردن، دور البطولة في «العدول» مع عبير عيسى وأسعد فضة وسلمى المصري، إلى جانب أعمال في لبنان ومسلسل «أوراق الوراق»، عن حياة الجاحظ. بالمحصلة، لا مشكلة لدي في المشاركة في أعمال جديدة، تكون أهم وأفضل. شرط ألا يكون هذا الأمر هاجساً بأنني لا أكبر إلا بهكذا مشاركات، أنا أكبر بعملي في بلدي. هكذا آمل وأتمنى.

وكالات - البيان - دمشق - جمال الصايغ:

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات