السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

منطقة "الغزالات" في بيت حانون تعاني من تهميش وحرمان وافتقارها لكل مقومات الحياة

  • 01:21 AM

  • 2015-01-23

غزة – " ريال ميديا ":

 يتطلع سكان منطقة «الغزالات» إلى إجراء تغيير في ظروف حياتهم، لاسيما وأن منطقتهم على مرأى من الوفود الحكومية والسياسية التي تزور القطاع قادمة من معبر بيت حانون «إيريز»

ويعيش سكان منطقة «الغزالات» في منازل متباعدة وبدائية أغلبها من الصفيح تقع على جانبي طريق صلاح الدين الرئيس، أقصى شمال بيت حانون.

ويشعر هؤلاء المواطنون بأنهم معزولون عن العالم بسبب بعد منطقة سكناهم، وافتقارها لمعظم مقومات الحياة الكريمة، وغياب مشاريع التطوير والبنية التحتية عنها.

ولم تنفذ أي جهة حكومية أو غير حكومية مشاريع تطويرية في تلك المنطقة منذ أكثر 20 عاماً، باستثناء تمديد شبكة مياه الشرب بشكل محدود، قبل عدة سنوات، لكن حالة الإعمار المنظورة في غزة جددت آمالهم وتطلعاتهم بتنفيذ مشاريع في منطقة سكناهم.

وتعرضت منطقة «الغزالات» للكثير من حوادث القصف الجوي واجتياح الآليات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير، وفي مرات سابقة، وتحتاج لإعادة الإعمار والتطوير بشكل كبير.

لا أحد ينظر إلينا

قال المواطن إبراهيم أبو غزال (42 عاماً)، «تمر الأيام ولا أحد يصل إلى هنا، لتفقد أحوال السكان الذين يعيشون عند مسافة قريبة من قوات الاحتلال»، رغم مرور أعداد كبيرة من المسؤولين والسياسيين في كل مرة يزورون القطاع قادمين من الضفة الغربية.

وأكد مأساوية أوضاع المنطقة الواقعة، تماساً مع قوات الاحتلال والقريبة من معبر «إيريز» من جهتي الشرق والجنوب بنحو 500 متر فقط.

وأوضح هذه المنطقة نائية ومهمشة، مشيراً إلى أن الناس فيها يشعرون وكأنهم بمعزل عن باقي مناطق القطاع.

وتكاد الطريق المؤدية لمنطقة «الغزالات» أن تخلو من المركبات، خصوصاً من جهة الشرق لكنها تكتظ بعدد كبير من المواطنين الذين يسيرون على الأقدام، وآخرون يستقلون عربات «كارو» في التنقل من وإلى أماكن سكناهم.

ولا يوجد ولو شارعا واحدا معبدا، في تلك المنطقة، وكانت حالة الإعمار في بلدة بيت حانون وقفت عند حدودها من الجهة الجنوبية في الفترات السابقة التي شهدت باقي مناطق البلدة مشاريع تطويرية، وغابت عنها حركة الإنشاءات العمرانية، ومشاريع البنية التحتية، بشكل تام.

التزايد السكاني

قال محمد أبو سالم (34 عاماً) أحد السكان المحليين، الناس هنا لا يمتلكون نقودا ويعانون من الفقر، ويكتفون بغرس ألواح الصفيح في الرمال، ليقيموا المنازل، لكي يعيشوا ويوفروا مساكن جديدة لأبنائهم في إطار التزايد السكاني.

أضاف المنازل مصنوعة من الصفيح، ولا تستجيب طبيعة المنطقة الجغرافية والسكانية لحالة التطوير، فتنفيذ مشاريع البنية التحتية يحتاج لمسح وتسوية، وذلك يستوجب إزالة هذه المنازل البدائية، وهو ما يرفضه السكان.

وأضاف سالم الذي يمتلك قطعة ارض صغيرة ويسكن وأسرته المكونة من سبعة أفراد في منزل بدائي، «يعيش في تلك المنطقة عشرات الأسر معظمهم من البدو، ويعيش آخرون من بلدة بيت حانون ويعملون في مجال الزراعة ورعي الأغنام» موضحاً أنهم يضطرون للسير على الأقدام لمسافة طويلة، وصولاً إلى مقاصدهم.

 

أراض حكومية

وأرجعت مصادر محلية غياب مشاريع التمويل عن تلك المنطقة، لوقوعها ضمن المناطق الحدودية غير المسموح بتطويرها من قبل سلطات الاحتلال.

وعزت بلدية بيت حانون عدم تنفيذ أي من المشاريع في تلك المنطقة لغياب التمويل أولاً، وإقامة معظم منازل السكان على أراض حكومية بدون تراخيص، ثانياً.

غياب مركز صحي

لكن المسنة صفية أبو شغيبة، لم تهتم لإقامة منازل جديدة أو تعبيد طرق، بل رأت في افتقار المنطقة لأي مركز صحي بأنه يشكل معاناة كبيرة للسكان.

قالت، لا يوجد أي مركز صحي لتقديم خدمات الرعاية الأولية، ما يضطرنا إلى حمل أبنائنا المرضى والتوجه بهم إلى أقرب عيادة في بلدة بيت حانون، وهي بعيدة نسبياً عن منازلنا، مؤكدة حاجتهم لإقامة عيادات مؤقتة، أو على الأقل تنفيذ أيام عمل طبية.

وتحتاج المسنة أبو شغيبة لزيارة عيادة وكالة الغوث الدولية شهرياً لتلقي علاج مرضيها «الضغط والسكري» شهرياً.

وغالباً تستجيب بعض المؤسسات الأهلية العاملة في مجال الصحة، لمطلب المسنة أبو شغيبة، وتنفذ أيام عمل طبية في تلك المنطقة، وتوزع الدواء مجاناً على المرضى من سكان منطقة «الغزالات»

ويقدر عدد سكان المنطقة بنحو 2000 مواطن معظمهم من غير المتعلمين والعاطلين عن العمل، وسكنوا تلك المنطقة منذ عشرات السنين.

مضايقات الاحتلال

ولا تقتصر معاناة هؤلاء المواطنين فقط على أزمة السكن والتطوير والنقص في الخدمات الطبية، بل يضيق بهم الحال كلما ضاعفت قوات الاحتلال من مضايقاتها لهم سواء بإطلاق النار أو تحرك الدبابات والآليات الإسرائيلية باتجاه منازلهم.

وقال جهاد أبو غزال (45 عاماً) أسكن في منزل يقع عند مسافة 500 متر من السياج، وسط حقول مزروعة وأراض مجرفة أيضا، مشيراً إلى أن تلك المنطقة صارت هدفاً للأعيرة النارية التي تطلقها قوات الاحتلال.

وتستهدف قوات الاحتلال المزارعين المتواجدين في تلك المنطقة، تهدد أي حركة للمدنيين في المناطق الحدودية.

وبلغت معاناة هؤلاء السكان أشدها خلال العدوان الأخير على القطاع.

قال حسن الرميلات (25 عاماً) كانت الدبابات تتجول بين منازلنا وقت الحرب، وتقوم بهدم ألواح «الزينكو»، بينما غادر معظم السكان من هنا، وبقي عدد قليل.

أضاف، الطائرات كانت تقصف مناطق خالية قريبة من منازلنا وعلى أثرها تتطاير ألواح «الزينكو» في الهواء ومعها جزء من الأثاث.

لكن التهدئة التي اتفق على تنفيذها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي والتي أنهت العدوان، شكلت نوعا من الاطمئنان لهؤلاء الناس.

وقال الرميلات، بعد الحرب هدأ كل شيء هنا، باستثناء حركة سير المركبات على طريق صلاح الدين لنقل المرضى والبعثات الدبلوماسية، ونشعر وكأننا نعيش في مكان منعزل عن العالم.

أضاف، يراود الشبان هنا، الاعتصام أمام المركبات الدولية والبعثات الدبلوماسية والسياسية لإيصال صوتنا للجميع، لكننها نخشى التصعيد من قبل الاحتلال إذا ما لاحظ جموع المحتشدين بالقرب من معبر بيت حانون «إيريز»

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات