الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

... فوضى منظمة ...

  • 07:55 AM

  • 2021-09-19

نهاد الحناوي:

لا يخفى على الجميع منا واقع المنظومة التعليمية و التي لا تسر و لا تبكي أحداً ، بل زدنا حزناً على هذا الواقع في تلك السنوات العجاف و التي صاحبت الوباء ، و الحروب قبله ، و الإنقسام عينه .

فالمقارنة بين الماضي الجميل و الذي حفر تلك المناهج في عقول الطلبة و قلوبهم ، لا زالت تلك الأجيال تتغنى به إلى يومنا هذا .

فنحن بحاجة حقاً إلى تلك العصا لتعديل تلك المسارات ، نحتاجها للشخص المناسب و الوقت المناسب و في المكان المناسب أيضاً ، نحتاج حقاً لهذا العقاب و الذي يتبعه تعديلاً للسلوك ومتابعة لتلك الحالات و التي لا يعدّل سلوكها سوا العقاب ، فهذا العقاب و إن اختلفنا حوله ظاهرياً ، و أيدناه في سريرتنا ، و تظاهرنا بمنعه في مجالسنا هو من صنع تلك الأجيال على مر التاريخ ، فمن أمن العقاب أساء الأدب ، هذا ما تناقلته الأجيال .

هذا العقاب هو جزء من كل ، و ليس الكل في تلك المنظومة التي غلب عليها الشكليات ، و الإحتفالات ، و احياء الذكريات ، و عمت الفوضى صلبها .

نحن بحاجة إلى دروس في الميدان ، تلك الدروس لا يعطيها سوا رجال التعليم من الرعيل الأول ، فقد جعلوا من مدارسهم مصانعاً للرجال ، و ليست مسارحاً لصراعات الأجيال .

فمدراء الماضي كانوا جسوراً يستند عليها المعلمون ، هنا الحديث عن المدير لأنه العامود الفقري للمدرسة و قوامها ، فعملية اختيارهم كانت تتم وفقاً لخبراتهم الميدانية و لم تتم وفقاً لاختبارات الاختيار من متعدد ، أو مقاييس الذكاء ، فالميدان هو الاختبار الحقيقي لمدير المدرسة إن رسب فيه الكثير من أوائل الإمتحانات .

تلك المنظومة المعقدة تحتاج إلى الكثير من الإصلاح و الذي يسبقه التقييم ، و إن حدث ذلك ، فيجب أن لا يستثني التقويم أحداً من الكل ، نحن نتحدث عن منظومة التعليم و ليس المعلم الذي أرهقته الديون ، و يلقى على كاهله الكثير من الثقال .

فالمناهج و الإدارات و المعلم و الطالب و أولياء الأمور ، كلهم شركاء في صناعة الطالب و ليس المعلم وحده ، و لا الطالب عينه .

فالعديد من أولياء الأمور لا يتم حضورهم للمدرسة إلا لمحاسبة المعلم ، أو لمراجعة درجات الطالب ، و منهم لا يعلم لأي فصل ينتمي إبنه ، فالغيرة تغلب كثيراً على ربات البيوت حول درجات الآخرين .

ندرك جميعاً أن الطالب هو محور تلك العملية ، و قد مُنح كل الصلاحيات و ترك وحيداُ لمواجهة كل التحديات و الصعاب .

أما المعلم الذي أثقل بالجداول و المهام ، و الديون ، و الهموم ، و لا زالت تلك الأعباء على كاهله ، و قد أدرك الجميع ذلك في تلك الأيام العجاف التي رافقت العملية التعليمة من وباء و حروب و توترات سياسية ، جعلت من الطالب مسؤولاً عن تلك العملية برمتها ، هنا أدرك الجميع دور المعلم و قيمته ، و لم يعطوه حقه و حقوقه .

أما عن مدراء المدراس الذين سلبت صلاحياتهم و ترك العديد منهم ليواجه تلك الحدود المفتوحة على مصراعيها ، و واجهوا أولياء الأمور وحدهم ، و و كل الظروف التي نعلمها جميعاً ، و هم ايضاً أول من يحاسبهم الجميع .

علينا أن ندرك جيداً أن تلك الدرجات التي حصل عليها الطلبة في تلك السنوات ليست تقيماً حقيقياً لهم ، فلا زال الميدان هو المقياس الحقيقي لتلك الكفاءات ، و المهارات هي من تحدد مستوياتهم .

هل بتنا نعيش فوضى منظمة في التعليم ؟ أم تلك سنوات عجاف سوف يتبعها قحط شديد ؟

أم هي حالة فوضى و تيه مؤقتة ؟.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات