الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

إبراهيم نصر الله: نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب،

نحن نقف معها لأنها امتحان يوميّ لضمير العالم.

  • 21:34 PM

  • 2021-05-14

حوار حول غزة والقدس وحي الشيخ جرّاح لوكالة أنباء وتلفزيون PAGINE ESTERI الإيطالي:

النص العربي للحوار

بقلم أليساندرو دي رينزو ونهى طفيلي - 14 مايو 2021

"ولد إبراهيم نصر الله عام 1954 لأبوين فلسطينيين اقتلعا من أرضهما عام 1948. نشر أربع عشرة مجموعة شعرية واثنتين وعشرين رواية من بينها "الملهاة الفسطينية" التي تغطي 250 عامًا من التاريخ الفلسطيني الحديث. أدرجت الجارديان روايته "براري الحُّمى" كواحدة من أهم عشر روايات في العالم العربي ، وقد صدرت هذه الرواية بالإيطالية أيضا عن دار نشر "إديزيوني لافورو". عام 2018 نال الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته " حرب الكلب الثانية ". في عام 2020 أصبح أول كاتب عربي يحصل على " جائزة كتارا" للمرة الثانية عن روايته " دبابة تحت شجرة عيد الميلاد ". وفي إيطاليا تُرجمت له أيضًا رواية " دنترو لا نوته " (مجرد 2 فقط) عن دار إليسو. نحن نعتبر إبراهيم نصر الله المؤلف الفلسطيني الحي الأكبر المعنيّ تجاه الكونية حيث أن عمله يستهدف جمهورًا واحدًا، عربيًا وغربيًا.

* إعتصام الشيخ جراح. مطالبة حق التجمع امام باب العمود. الدفاع عن المسجد الأقصى. في رأيك ما هي الكلمات التي تعبر عن أحداث شهر رمضان عام ٢٠٢١ في القدس؟

- كل هذه الكلمات تلتقي وتتجمّع في كلمة واحدة هي "الحرية". نحن الفلسطينيون، آخر شعب في العالم يعاني من الاحتلال ويريد أن يتحرر، أن يعيش مثل كل البشر بكرامة وأمان، وأن لا يكون مضطرّا للخوف على أطفاله، وأن يكون مطمئنا أن اليوم التالي سيأتي، ويعيشه بلا رصاص. هنا شعب يطالب بحقه في وطنه الذي تم الاستيلاء عليه. وأن لا تستمر جرائم الحرب ضده دون محاسبة. هنا شعب يتظاهر ويثور لا لأنه يحبّ الموت، بل لأنه يحب الحياة، ويريد أن تكون الحياة هي الإرث الذي يتركه لأولاده وأحفاده.

• كيف يرى فلسطينيو الشتات مطالبة مواطنيهم في القدس بحق الوجود؟

_ الفلسطينيون في القدس لا يدافعون عن أنفسهم ومدنهم وحسب، بل يدافعون عن قيم الحرية والعدالة التي دافع عنها الفلسطينيون في الشتات وفلسطين، ودافع عنها الناس في جنوب إفريقيا، ودافعت عنها أوروبا في الحرب العالمية الثانية، ويدافع عنها أصحاب الضمائر في كل مكان.

في أول حوار صحفي معي، وكنت شابا، قبل 41 عاما، قلتٌ: نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب، نحن نقف معها لأنها امتحان يوميّ لضمير العالم. وهذا ما يفعله الآن الفلسطينيون في الشتات، ويفعله أنصار العدالة والكرامة الإنسانية في كل مكان؛ وهم يرفعون أصواتهم ضد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين. الأسبوع الماضي فقط هدم الإسرائيليون ودمروا مئات المنازل الفلسطينية وقتلوا أكثر من 60 إنسانا وجرحوا أكثر من 1200 آخرين.

• في روايتك: "مجرد 2 فقط" الصادرة بالإيطالية، هناك معارك، ومجازر ومصادرات تختلط في سيل الوعي، ماذا يجب أن يحصل في ليالي الفلسطينيين حتى يبزغ عليهم فجر السلام؟

_ - اليوم ودائما، لم يحلم الفلسطيني بشيء مثلما حلم بأن يكون آمنا ومطمئنا حين يضع رأسه على مخدته لينام، لقد تعبنا من المجازر والكوابيس، وبعضنا ولِدَ وعاش ومات، وهو محاصر بهذه الكوابيس وبهذا القتل. نحن نريد أن نحلم بأشياء جميلة، بمستقبل، بأطفال يكبرون بصورة عادية، نحلم أن نربي أطفالنا دون قلق ونزرع أشجارنا دون قلق؛ حتى الأشجار لا تنجو من مجاز ضدها ترتكبها القوات الصهيونية، ملايين الأشجار تمّ قطعها أو حرقها. وهذا ما فعلوه في قرية "بورين" قرب مدينة نابلس منذ أسبوع، لقد أحرق المستوطنون مزارع القرية وبساتينها وأشجار الزيتون وبقية الأشجار المثمرة. هنا احتلال يعتبر، حتى، الأشجار أعداء له، ولذلك يقتلعها ويحرقها.

• الاخبار العالمية تجاهلت مأدبة الافطار الجماعي والتصوير بالهواتف التي كانت تطالب بحق الوجود في القدس، هل نحن متورطون في عدم الاعتراف بحق الوجود الفلسطيني؟

- منذ ثلاثة وسبعين عاما يطالب الفلسطيني البشر في كل مكان أن يفهموا قضيته، وأن يروا الفلسطيني نفسه، لاجئا خارج وطنه وسجينا في داخل الوطن، ومضطهَدًا تمارس عليه كل أشكال القتل والتطهير العرقي، وكل أشكال العنصرية. لست أنا من يقول هذا فقط كل المنظمات الدولية تقول ذلك: منظمة العفو الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، والأمم المتحدة نفسها تعترف بأن هناك جرائم حرب ضدنا.

لكن هناك من يُغلقون أعينهم، هناك من لا يريدون الاعتراف بمأساة هذا الشعب الذي يدافع عن وطنه منذ أكثر من مائة عام. الجرائم الإسرائيلية في كل مكان، وفي القدس هناك جرائم كبيرة ضد كنيسة القيامة، وضد المسجد الأقصى، ضد المسيحين والمسلمين، وقد كتبت رواية اسمها "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد" عمّا فعله الإسرائيليون ضد المسيحيين في مدينة "بيت ساحور" ومدينة "بيت لحم"، لقد قتلوا الناس في هاتين المدينتين وصادروا أموالهم التي في البنوك، وصادروا خواتم زفافهم وحليّ النساء الذهبية، وقتلوا الحيوانات التي تعطي الحليب الضروري للأطفال الفلسطينيين.

رغم ذلك كله يصرّ البعض على أن لا يرى هذه الجرائم، والفلسطيني تعِبَ من هذا، تعِبَ من عمى الضمير الذي يمارسه الإعلام الغربي بشكل واسع وكذلك السياسيون، ولذا يثور الفلسطيني مرة بعد أخرى ليعش الحرية التي يعيشها البشر في كل مكان.

• منذ سنتين سألت مروان جعبه؛ صاحب مكتبة في رام الله: من هم الكتّاب الفلسطينيون على قيد الحياة الأكثر شهرة قال لي: إبراهيم نصر الله. رواياتك وشعرك يوحِّدان ويرسخان الوجود الوطني الفلسطيني، هل أنت تقوم بهذا العمل عن قصد أو بشكل عفوي؟

- الكتابة لدي مشروع حياة، بل مشروع وجود، حين أكتب، ويكتب أصدقائي الكتاب الفلسطينيون، فنحن نريد أن نقول إننا موجودون، إننا لم نمت، إننا لا نستطيع أن نموت. لكن الكتابة أيضا هي مشروع جمالي، نريد أن نساهم في تطور الأدب أيضا، ونريد أن نقدِّم للعالم شيئا جميلا، كما يقدم لنا العالم شيئا جميلا، كما قدّمت لنا إيطاليا: دينو بوتزاتي وبرانديللو وإليساندرو باريكو، نريد أن نقدم للعالم شيئا جميلا، وحين يقرأ الناس أعمالنا في أي مكان على سطح الكرة الأرضية نريد أن يستمتع بها هؤلاء الناس ويحبوها، لا لأنهم متعاطفون معنا وحسب، بل لأنها كتب جيدة وجميلة.

بالنسبة لي سعيد أن كتبي مقروءة في فلسطين والعالم العربي وخارجه بشكل واسع جدًا، وسعيد لأن الفئة الكبرى من قرائي هم من الشباب، في فلسطين وخارجها، وسعيد لأنني أُصنَّف من أكثر الكتاب العرب تأثيرا وانتشارا. هذا يجعلني أحس أن عملي المخلص للكتابة، المستمر منذ أكثر 45 عاما، لم يذهب سدى، وأن كتبي تؤثر وتعطي الناس القوة والأمل وحبَّ الحياة.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات