الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

(هارون هاشم رشيد)

زرعوا سنابل الحصاد و غادروا

  • 21:48 PM

  • 2021-01-05

جلال نشوان:

انهم رجالات فلسطين الاحرار والشرفاء الذين أثروا الانسانيةبفكرهم ونضالهم وانتاجهم الفكرى الخلاق،انهم عمالقة الأمة وفرسانها

سنبحر اليوم فى سفينة الشاعر الكبير (هارون هاشم رشيد )شاعر العودة الذى اكنوى بنار الغربة وقطعت نياط قلبه المعاناة والالم وبعده عن فلسطين ،

سكن الوجع قلبه وخيم عليه الأسى عندما سأل احد الصحفيين رئيسة وزراء الكيان المحتل غولدا زائير كيف ستتعاملون مع الشعب الفلسطين الذى احتللتم ارضه وشردتم شعبه؟ فقالت كلمة مؤلمة تدل على عنجهية المحتل وغطرسته ،فالتفتت يمنة ويسرى اين هو الشعب الفلسطينى ؟!!!!!!!!

حمل ذلك فى نفسه الوديعة وقال شعرا اقوى من راجمات الصواريخ :

فلسطينى انا اسمى فلسطينى

نقشت اسمى على كل الميادين

بخط بارز يسمو على كل العناوين

حروف اسمى تلاحقنى تعايشنى تغذينى

تبث النار فى روحى وتنبض فى شرايينى

جبال النهر تعرفنى مغاورها وتدرينى

بذلت الطاقة الكبرى وقلت لامتى كونى

صلاح الدين فى أعماق اعماقى ينادينى

وكل عروبة للثار للتحرير تدعونى

رحم الله شاعرنا العالمى الكبير ،فمهما كتبنا فلن نوفيه حقه .فالرجل قامة وطنية وفكرية وادبية،فلقد تخطى شعره حدود فلسطين وصار العالم كله يشدو أشعاره وغدت جماهير الأمة كلها تردد أشعاره التى رصدت بين ثناياها الم اللجوء ولهفة العودة إلى الوطن

لقد تميز شاعرنا العملاق بالمباشرة ،حيث جمع بين قوة الفكرة والعاطفة، فاكسبته سلاسة الإبداع والجمال وسرعة الوصول للقارىء حتى غدا الجميع يلقبونه بشاعر العودة ،

لقد سكنت فلسطين واوجاعها قلبه الكبير فشدا موجوعا متالما؛

سنرجع يوما إلى حينا : ونغرق فى دافئات المنى

سترجع مهما يمر الزمان :وتناى المسافات ما بيننا

فيا قلب معلا ولا ترتمى :على درب عودتنا موهنا

يعز علينا غدا ان تعود؛ رفوف الطيور ونحن هنا

الم ووجع العودة المشتعل فى نفس شاعرنا ما جعل فيروز تشدو شامخة ومعتزة بتلك الأبيات الجميلة التى وصلت إلى جماهير الأمة،فاقترنت فلسطين بعذاباتها التى جعلت كل الشرفاء والأحرار يرددون إشعار هذا الأديب والشاعر العملاق،الذى كان مخلصا فى تجسيده للمشهد الفلسطينى وذلك من خلال تجربة انسان ابعد عن وطنه،ومعايشته لأحداث عصفت بفلسطين

لقد امتاز شاعرنا الكبير بروح الثورة والتمرد على الواقع المر ،واقع الاحتلال الذى اقتلع شعبا من جذوره وسرد ودمر وقتل فى مشهد يندى له جبين الإنسانية

لقد وصلت رسالته وبقوة وصار الثوار يكتبون أشعاره على جدران المخيمات وفى كل المدن على امتداد الوطن وفى الشتات وفى فلسطين المحتلة،ولقد وصلت رسالته أيضا إلى الدول العربية والعالم كله بحقيقة وجبروت الاحتلال، الامر الذى أكسب قضيتنا الكثير والكثير

ارث أدبى كبير تركه لنا الشاعر الكبير ؛وهنا لابد لكل الاخوة الأدباء والمفكرين والشعراء ان يوصلوا هذا الإرث العظيم إلى كل أبنائنا ليظل مغروسا فى النفوس ،فما تركه لنا دواوين ذهبية مثل( الغرباء )،(وغزة تحت خط النار) ،(وسفينة الغضب،) (ورحلة العاصفة) (وفدائيون،ومفكرة عاشق ، ) (ويوميات الصمود والحزن )،بالإضافة إلى المسرحيات الشعرية(السؤال،حرب العبور،وسقوط بارليف،عصافير الشوق)والكثير من الأعمال الأدبية التى ملأت المكتبات ودور المعرفة

مرة أخرى مهما كتبت انا وغيرى ،فالرجل قامة وطنية وفكرية وأدبية جعلته يتبوا مكانة مرموقة فلسطينيا وعربيا ودوليا ،وستظل الأجيال تتغنى بشعر العودة حتى تحقيق العودة باذن الله

وسيظل هارون هاشم رشيد الإنسان والقائد والمعلم من الشرفاء والأحرار والثوار الذين زرعوا سنابل الحصاد و غادروا وتركوا لنا إرثا وطنيا وفكريا وادبيا

وداعا ....هارون هاشم رشيد

وقد رسمت اسمك فى سجل الخالدين.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات