الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

قصة قصيرة:

إننّي كاذبة

  • 00:16 AM

  • 2020-08-02

لانا الشحود:

بتُّ لا أطيق العبور في تلك الشّوارع والأزقّة التّي نَسَجتْ من خيوط خطواتنا قميصها اللّيلكي ،
بترتُ ساقيَّ الطّويلتين و أصبحتُ أراها مجرّد طرق معبّدة وحجارة مرصوفة تبصق آثار أقدامنا من جوفها .
بائع القهوة ذاك .. الّذي اعتدنا على ارتشاف قهوته صباحاً أصبحتُ أراه غريباً
وقهوته تشبه مشاعري تجاهك ، باردة جدّّاًً .. مهما عاودت تسخينها لن تعود للذّة طعمها الأولى ،
حبالي الصّوتيّة صَنَعتْ أرجوحة انتظار في حنجرتي الفارغة منتظرة منّي نطق اسمك _ تنهيدة عميقة تتسلّق الحلق ، أقضم أظافري ،أعض شفاهي _ أفضّل الصّمت عن رفع صوتي ومناداة أحد يحمل نفس حروف اسمك ،
حتّى عطرك ماعاد عالقاً في أنفي فأصبح يسبّب لي ضيقاً تنفسيّّاًً ،
كما فقدتُ رجفة يديَّ وقشعريرة قلبي عندما أرى بتلات النّرجس -زهرتك المفضّلة - أو أشتم رائحتها
أتعلم ؟!
لم يعد صوتك يطرق باب أذني ليلاً فقد بات مصدراً للقلق بعد أن كان ملاذ الطّمأنينة خاصّتي ،
أتذكر تلك الشّرفة الّتي جالسنا اللّيل عليها ؟؟
لقد حاك العنكبوت خيوطه في زواياها ، ونجمتنا المُطرّزة على وسادة السّماء ماعاد يغريني بريقها،حتّى كتفي الذّي بنيته من الصّنوبر لأجل رأسك المُثّقل بالهموم قد انتفضَ غبار وجنتيك عنهُ وتناثر الصّنوبر ليبقى رأسك منسيّّاًً بين رفوف الماضي،
لم أعد أتحسّس عناقك لي بكلمات أغنية قديمة أهديتني إيّاها وماعدتُ أرسمك على السُحُبِ وسط صفاوة السّماء ..
أصابعي المطّاطيّة تشابكت ببعضها لتغزو تلك المنطقة الجغرافيّة الّتي تركن بصماتك عليها ،
وعيناي تبصران طيفك جيداً في الظّلام لكن .. أجفاني تسدل ستائرها عنك وحدقتي تتنكّر لا أطيق رؤيتك ، حتى خصلات شعري التي كانت طوق نجاتك اقتصصتها ، وذاك العصفور الذي يأنّ في قفصي الصّدريّ عند حزنك قتلته بعدم مبالاتي
أتصدق ؟؟
حتّى وإن تقابلنا صدفة ومعك إحدى الفتيات لن توقد نيران الغيرة مجامرها ، و لن أصفعك أو أقطّع أوصالك كما أخبرتك سابقاً
فالأمر تافه
للغاية
لقد صفعتني مراراً وتكراراً بالخذلان
لم يعد بحوذتي مُتسّع لخيبة أخرى
أجل هكذا
لكن..
أريد البوح بأمر هام ..
همّش كلامي السّابق
ضعهُ في خانة النّسيان
سأخبرك بجملة صادقة واحدة
" عُدْ إلى العبارة الأولى "

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات