الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الشاعرة السورية، ميَّادة مهنَّا سليمان، ":حركة النّقد في الوطن العربيّ لا تواكب الكمّ الكبير(الحقيقيّ) من الإبداعات الأدبيّة،

النّقد الأدبيّ له أصوله، وقواعده.

الكثرة ليست دليل وجود مواهب حقيقيّة، فالكثير يكتب، لكن القليل يبدع، والأقلّ يؤثّر في المتلقّي، فليست كلّ كتابة جميلة قادرة على ملامسة قلب القارئ

  • 14:21 PM

  • 2020-05-22

" ريال ميديا ":

الشاعرة السورية، ميَّادة مهنَّا سليمان، تعتبر الشّعر النّاطق باسمِ مشاعرها، والمعبّر عن أحاسيسها تجاه أشياء كثيرة في الحياة، قد تكون أشياء مفرحة، أو محزنة، أو أيّ أحاسيس أخرى.
وعليه فإنّ الشاعرة ترى أنّ أصدق شعر هو ما نكتبه، هو ما عشنا لحظاته، ووثّقناها بأحرفنا، تلك اللحظات الصّادقة حين يقرؤها القارئ تلامس قلبه، لأنّها مكتوبة بنبض قلب الشّاعر.

أجرى الحوار: رامـي الـحـاج*:

 من أين تريدين أن نبدأ؟

سأبدأ أنا: " اقرأ باسمِ ربّكَ الّذي خلق، خلقَ الإنسانَ من علق، اقرأ وربّكَ الأكرمُ، الّذي علّمَ بالقلم، علّمَ الإنسانَ ما لم يعلم.."

 لو فتحت لك الأقواس ماذا تقولي عن نفسك؟

أنا الَّتي
يُلبِّيني الحرفُ طائعًا
ويرقصُ
بينَ أناملي القلمُ
أنا فَرَاشةُ الحَرْفِ الجَميلِ
أنا وَرْدةُ الكَلِمِ البَديعِ
أنا جَنّةٌ للمَعَاني
مَازارَها إنْسٌ
إلَّا زَالَ عنْهُ الهَمُّ والألَمُ

ما هي التجربة الأدبية والإبداعية التي لازالت راسخة في ذهنك؟

مشاركاتي في المسابقات الأدبيّة، ولا سيّما في مجال القصّة القصيرة جدًّا، حيث تعلّمتها من خلال تلك المسابقات، وكانت فرحتي لا توصف حين فزت منذ المرَّتين الأوليّين لمشاركتي بالمركز الأوّل.
تلك المسابقات كانت حافزًا جميلًا للكتابة، والمنافسة، وكانت تخلق جوًّا حماسيًّا رائعًا بيني وبين بعض الأصدقاء، تلك اللحظات الجميلة لا يمكن نسيانها.

هل الشعر يكتبك ويقولك أم أنها فقط لحظة صدق أبدية؟

الشّعر ذلك، وأكثر، فهو النّاطق باسمِ مشاعري، والمعبّر عن أحاسيسي تجاه أشياء كثيرة في الحياة، قد تكون أشياء مفرحة، أو محزنة، أو أيّ أحاسيس أخرى.
وأرى أنّ أصدق شعر نكتبه، هو ما عشنا لحظاته، ووثّقناها بأحرفنا، تلك اللحظات الصّادقة حين يقرؤها القارئ، تلامس قلبه، لأنّها مكتوبة بنبض قلب الشّاعر.

 الفضاء الأدبي يفتقد إلى الحائط النقدي، ما الخلل برأيك؟

قلتُ سابقًا بأنّ حركة النّقد في الوطن العربيّ لا تواكب الكمّ الكبير (الحقيقيّ) من الإبداعات الأدبيّة، النّقد الأدبيّ له أصوله، وقواعده، ولغته الّتي يجب أن تمنح النّصّ المنتقَد جماليّته، وتسلّط الضّوء على مكامن الخطأ فيه، بطريقة لبقة، غير خادشة للمشاعر.
والنّقد سواءٌ كان إيجابيًّا، أم سلبيًّا على الكاتب أن يتقبّله، لأنّ النّقد الفعّال هو الّذي يعلّمنا، لا التّصفيق لأخطائنا، والمديح الّذي يُجانب الصّواب.

هناك من يعتقد أن النشر والمهرجانات تصنع منه شاعرا أو أديباـ ما هو تعليقك؟

والله هذه مهزلة كبيرة، جوابها عدّة صفحات، وهي حقيقة مؤسفة سأحاول أن أجيب بكلمات محدودة، فمن المضحك أنّ البعض يظنّ أنّ شهادة تكريم من رابطة معيّنة هي الّتي ستجعل الجميع ينظرون إليه على أنّه كاتب موهوب، والبعض يعتقد أنّه طالما نشرت له بعض الصّحف، فقد ضمنَ أنّه في خانة الأدباء!
في الواقع هناك مواقع، وصحف تنشر لمن هبّ ودبّ، وحتّى في المهرجانات، والأمسيات هناك متطفّلون على الشّعر، في بعض الأمسيات الّتي شاركتُ بها، كان شيئًا مؤسفًا أن أرى أصدقاء، وصديقات لي لا يصحّ بأيّ حالٍ أن نطلق على أحدهم كلمة (شاعر)!
ومع ذلك وقفوا على المنبر، وأسأمونا، وفرحوا بأنفسهم ظنًّا منهم أنّ المشاركة ساوتهم بغيرهم من الشّعراء، وأذكر ما قاله صديق شاعر حضر معي أمسيةً، بأنّه ودَّ أن يشدَّ شعرَ رأسه، عندما سمعَ ما ألقتهُ إحداهنَّ على أنّه شِعر!
واللوم طبعًا يقع على من دعاهم أوَّلًا، وأخيرًا.

 هناك من يقول أن الأسماء الأدبية البارزة إنزوت على نفسها وما عادت تخدم إلا نفسها وغير مبالية بالجيل الجديد من المبدعين، هل توافقين الرأي؟

لا أوافق، لأنّه برأيي على الجيل الجديد أن يثقّف نفسه بنفسه، دون أن ينتظر ممّن سبقه أن يمدّ له يد العون، ربّما هؤلاء السّابقون لم يُطلب منهم إسداء نصيحة، أو معونة معيّنة، وربّما طُلبَ منهم وقصّروا، أو امتنعوا بسبب غرور، أو أنانيّة، لا علم لي حقيقةً، لأنّني ممّن أتّكّئ على مثابرتي، واجتهادي الشّخصيّ، ومطالعاتي، بل حتّى من أخطائي لطالما تعلّمتُ، وأفدتُ.
ولكن بأيّ حال ستكون بادرة جميلة من أسماء أدبيّة بارزة لو أنّها دعمت الشّعراء الجدد، بأيّ طريقةٍ كانت.

هل صحيح مبدعونا على كثرتهم كسالى، لا يقرؤون؟

صحيح، لأنّ هذه الكثرة ليست دليل وجود مواهب حقيقيّة، فالكثير يكتب، لكن القليل يبدع، والأقلّ يؤثّر في المتلقّي، فليست كلّ كتابة جميلة قادرة على ملامسة قلب القارئ، ونيل رضاه، أو لفت نظره، للأسف الكتّاب معظهم يكرّرون، ولا يأتون بجديد، من حقّ القارئ أن يرى نتاجات أدبيّة متميّزة، لا أن تكون كتابات الجميع اجترار للماضي، أو سرقة صور شعريّة من شعراء معروفين والادّعاء بأنّ صاحبها مبدع!

الفضاء الثقافي في أمس الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، ما تصورك لهذا المشروع؟

الفضاء الثّقافيّ بحاجة إلى أشياء كثيرة حقيقةً، منها مثلًا: تقديم الدّعم الكافي للكاتب مادّيًّا، ومعنويًّا.
الحرص على وجود إعلام فعّال يخدم القضايا الفكريّة والأدبيّة، ويسلّط الضّوء على نتاجات جميلة.
إقامة مهرجانات عربيّة ضخمة يتمّ من خلالها تعارف شعراء عرب، وعلى نتاجاتهم، وتعريف المتلقّي عليهم.

ماذا تحدثينا عن تجربتك كمسؤولة عن فقرة تعنى بالأطفال في مجلة عربية؟.

تجربة جميلة جدًّا، لأنّني أعشق عوالم الطّفولة، ولذلك حين طلبت منّي إحدى صديقاتي أن أشرف على تلك الصّفحة، وافقتُ ولا سيّما أنّها شهريّة، لكن شيء مؤسف أنّ كتّاب أدب الطّفولة قليلون جدًّا، وأنا أعاني حين أبحث عن نصوص جديدة، وبعضها لا يخلو من أخطاء، فأقوم بتصحيحها، وإرسالها للمجلّة.

هناك من يكتب لنفسه، ولغيره، وللوطن، وهلم جرا.. أنت، لمن تكتبين؟

أنا أكتب لكلّ غيمة، ونجمة..
لكلّ زهرة، وفراشة
أكتب للصّباحات الجميلة
والليالي الحالمة
أنا أكتب لكلّ من يعرف قيمة الحرف
لكلّ من يعشق، ويفرح، ويتألّم
لكلّ من هو بحاجة إلى جرعة جمال، كي يقوى على النّهوض، والاستمرار في حياة قد تكون قاسية عليه.
تأتيني الكثير من الرّسائل، ولا سيّما من صديقات يعبّرن فيها عن فرحتهنّ حين يقرأن لي، وأنّهنّ يشعرن بأنّ الحياة جميلة حين أكتب بتفاؤل، وحبّ، وفرح.
في آخر أمسية شاركتُ بها جاءتني سيّدتان لا أعرفهما كانتا من الحضور، إحداهنّ أبدت إعجابًا شديدًا بما ألقيته، وطلبت رقمي، والثّانية قالت بأنّها شعرت أنّني أعبّر عنها بأشعاري، وسألت أين تجد ديواني، في الحقيقة هؤلاء الّذين ينتظرون أحرفنا بفارغ الصّبر، حافز كبير لنا كي نستمرّ، وطاقة إيجابيّة خلّاقة تجعلنا نفكّر كيف نحافظ على صورتنا الجميلة في مخيّلاتهم، وكيف نستأثر باهتمام، وحفاوة قلوبهم.

ما أوجع قصيدة كتبتها؟

قصيدة( أتّكئ على الإيمان)
كتبتها عندما كان ابني في غيبوبة، وكنت متيقّنة من أنّه سيستفيق، لذلك كانت صدمتي كبيرة حين فارق الحياة، رحمه الله، قدَّرَ اللهُ، وما شاءَ فعل.

ما هي أجمل ذكرى لا زالت عالقة بذهنك؟

كثيرة أهمّها: يوم تخرُّجي، يوم زواجي، ويوم فوزي بمسابقة تعيين كمدرّسة للّغة العربيّة، وكان ترتيبي الخامسة، كانت سعادة كبيرة لأنّ واسطتي الكبيرة يومها كانت الله جلّ جلاله، وهو ما لم تصدّقه الكثير من الحاسدات، لأنّهنّ لا يعرفنَ ما معنى الإيمان!

وجوه تشتاقين إلى رؤيتها بعد طول غياب، ممكن معرفة البعض منها؟
ليست كلّ وجوه تغيب عنّا طويلًا نفرح حين نراها، فبعض الأشخاص نلتقيهم بعد سنين عديدة، لكنّ السّنين الطّويلة لم تجعلهم أنبل، أو أفضل بل على العكس قد تزداد صورتهم قباحةً في أعيننا
بالنّسبة لي الوجهان الوحيدان اللذان أتمنّى رؤيتهما هما
وجه أمّي، وابني رحمهما الله.

ما هو آخر نص قرأته فشد انتباهك وتمنيت لو كتبت مثله؟
اقرأ للكثيرين، وأُعجب بما هو جميل، وأعلّق لأصدقائي مثنيةً على جمال ما قرأته، وهذا الشّيء الإيجابيّ الّذي ينبغي أن يفعله المبدع المتصالح مع نفسه، أمّا أولئك الّذين يتكبّرون، أو يدّعون أنّهم لم يروا شيئًا جميلًا كتبه الآخرون، فلديهم عُقد نقص، وقلوبهم ممتلئة بالحقد، والغيرة، والحسد، لأنّهم يعلمون أنّهم بلا موهبة حقيقيّة، أو إبداع لافت للنّظر.
وعلى العموم، ما قرأتُ شيئًا جميلًا، وتمنّيت أنّه لي، لسببين:
- الأوّل: أنّه مكتوب بإحساس صاحبه، لا بإحساسي، وأنا أعوّل على الإحساس الصّادق في كلّ ما أكتبه.
- الثّاني: أنا أثق بحروفي كثيرًا، وبقدرتها على ملامسة قلب القارئ، ونيل استحسانه، ورضاه، وعلى ذلك محالٌ أن أتمنّى أيّ نصٍّ أعجبني، لو كان لي، فمن أبدعه بشر مثلي مثله، وأنا قادرة أن أبدع مثله، وربّما أجمل، وأعتقد أنّ من يقرأ نصًّا، ويتمنّى لو كان له ليس متمكّنًا، أو واثقًا من سحر حروفه، وجودة إبداعه.

هل أنت راضية عما قدمته في المجال الشعري؟

راضية جدًّا، أقول ذلك بثقة لأنّني أرى صدى ما أكتب من خلال آراء الأصدقاء، لكن أطمح للمزيد من الرّضى بالاجتهاد أكثر، والإتيان بمفردات جديدة دومًا.

 بين العمل والبيت، أين محلك من الإعراب؟

أنا أنظّم وقتي جيّدًا بينهما، وعلى العموم المرأة العاملة خير من يجيد تنظيم الوقت إن كانت تدرك قيمته.
فللعمل حيّز من اهتمامي، وللبيت كذلك، وللإبداع حصّته الّتي لا يمكن نسيانها.

اطرحي سؤالا على نفسك كنت تخافين أن يطرح عليك، ثم أجيبي عليه؟

لا يوجد سؤال أخاف أن يُطرح عليّ، لكن هناك أسئلة غير مستحبّة، أو نمطيّة مملّة، أو الإجابة عنها قد تسبّب مشكلة لشخص آخر.
اسأل ما شئت، وسأجيب بكلّ صراحة.

 اتركي شيئا للقارئ من كتاباتك

سَأَغُشُّ قَلِيْلًا!

فِيْ امْتِحَانِ الحُبِّ..
أَجْلِسُ عَلَىْ مَقْعَدِ الحَنِيْنِ
أُحَاوِلُ أَنْ أَغُشَّ
عَلَىْ غَيْرِ عَادَتِيْ!
فَأَسْتَرِقُ النَّظَرَ
إِلَىْ وَجْهِكَ..
تُشَتِّتُنِيْ
عَيْنَاكْ
وَقَبْلَ أَنْ أُجِيْبَ
عَنْ أَسْئِلَةِ قَلْبِيْ..
كُلُّ فَرَاغَاتِ الاشْتِيَاقِ
تَمْلَؤهَا
شَفَتَاكْ!

ميَّادة مهنَّا سليمان

ما هي آخر التداعيات التي تختتمين بها هذا الحوار؟
أختم بالشّكر الجزيل لك على هذه الأسئلة
ولجريدتكم المتميّزة الّتي تنشر أحرفي
تمنّياتي لك، ولبلادك الحبيبة، بالخير، والأمان، والسّلام، ودوام النّجاح، والألق.

*جريدة البديل الجزائريّة:

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات