السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

على الناصية ..

  • 00:32 AM

  • 2019-08-26

فوزية اوزدمير:

في مقبرتي الورقية ..كانت أمّي تخيّط لي 
ثوباً مرتقاً من قصائدها الباليّة 
بخيالاتها الوحشيّة ..
تستحيل حروف القصيدة سوداء اللوّن ، وتتطاير بعيداً 
حتى تصبح عارية ، تتخلى عن مخمل الخجل 
لا أريد لفراشي أن يظل رصيفاً ألقي عليه رأساً قلقاً ، وأن أظل " رصيفية النوم " .. !
في صباحيّة العباءة ..
تُلبسني إياها بدون نقاط ، فرحة على غير عادة ، 
تقول : النقاط بدعة ، تعد وليمة الحّب .. !
رماناً وتيناً ، وماء زمزم 
الكلمات تستدير نحو الشموع ، أو نحو القمر ، خاوية لا ظلال لها 
تكتفي بما تجرحه رائحة النارنج من صيامها ، والأرواح المحروسة بالحرمان 
لوقتٍ فصيرٍ الذي يتلاشى عند طلوع النهار ، لنرقص على أحزاننا الرقصة الأخيرة 
أتدري يا حبيبي :
ما هو قدري ..؟
سأحدثك قليلاً ثلة من كلمات وثلة من كلمات ، لحظة زائلة ، مثل سفينة ضائعة الأسرار بين المنام واليقظة .. عناقٌ ، فوضى الأصابع ، أعرفها ولا أعرفها ، ابتسامات شاحبةٌ ومشرقة ، ومختلفة تقول لي أحبك .. أحبك 
ووحدها روحي، تواجه المرآة ، تشعرني بالضحكة التي يتردّد صداها بنفسٍ مكتوم ، أغمض عينيّ أكثر ، سمعتُ يوماً شيئاً مثل هذا .. !
أين ..؟ أين ..؟
أحدهم اصطدم بيّ ، ومرّ ..
كفن من غير جسد ، يركض نحوي ، أشعره من اسمي الذي يصرخ به .. !
لا يحتاج الموتى إلى اسم ، فأنا صوتي ، وكلّ ما عداه لا يهم 
أواصل السّير ، ولا تقف قدماي ، أمعن النظر حولي ، المكان يفرغ إلا من حامليّ حقائبهم ، والسائرين معي وحولي ، العتمة بداخلي ، ويدان تشدّان ..
أمانع ، تشدّان بإصرار ، الأصوات تتداخل ، الأقوال تتشابه ، أراهم ولا أراهم ، الضباب يغلّف وجوههم ، خرسهم ما غاب ولا يغيب عنّي ، فضاء رحب أبدي ، يستقبلني ، أضحك وأبكي بين ذراعيه ، والحب كلب من الجحيم ، وورقة خطّ فيها .. كوني بخير .. !
أنا لستُ قديسة ، أنا بقية الملائكة هناك ، حديث سقط من الجنّة ، نهاية عرجاء ، تتبعها ألسنة عوجاء .. !
كنت أريد أن أعيش في كتاب الرباعيات 
أشعاراً فقط ، أغرقت فيّ فتاة شابة ، وفيّ امرأة عجوز .. 
في عيد ميلادي ، تعيد تجميعي من جديد ، عين إله صغير ، ثمّ ترميني من جديد على جهات أربع موزعة ، فتات زجاج مرمى في الطريق 
الموت حرفة ، وأنا أتقنها بشكل استثنائيّ بين الوجوه والظلمة ، حين يهطل المطر عبرّ النافذة ، يشبه الضباب الذي نراه في ساعات الصباح الأولى ، وعباءة الألقاب الفضفاضة ،أجمل ما حصل في ثلاث دقائق حوار ، صخب الاحتمالات ، وأنا .. !
أنا الآن لست أملك إلا القميص الذي فوق جلدتي وقلبي ، وأمّي وراء القميص ، امرأة تنحني ثم تستقيم ..
حين رحلت أخذت معها تقريباً كلّ شيء ولا شيء .. 
لا أدري يحلّ وجهها مكان الظلمة ، كطفلٍ يدهشه ظله ، ويخيفه قلقٌ صامت ..
محفل لمذبح بريء ، ينام على بطنه ويغفو ، مُديراً مؤخرته إلى السقف ، على سبيل التغيير ، ليس الأمر شديد القسوة إلا إذا حدث لك ..! .

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات