الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

دعشنة مخيم اليرموك

  • 02:16 AM

  • 2015-04-06

توفيق أبو شومر:

قصة اليرموك وداعش، تحكي فصلا من تاريخنا الفلسطيني يجب أن نوليه عناية فائقة، أكثر من عنايتنا برصد أخطاء الأحزاب الفلسطينية، واتهام المنافسين، والتحريض على بعض الشخصيات، وتنفيذ برامج المعارك الإعلامية الدونكيشوتية في الفضائيات، 
إن الصراع على جثة فلسطين للأسف هو الصراعُ الأكثر بروزا هذه الأيام!!
لا يجب أن يغيب عن ذاكرتنا، مسلسل التاريخ الفلسطيني الطويل، الذي بدأ بالثورات الشعبية والانتفاضات، وكانت تلك الانتفاضات خلال تاريخنا الطويل في بدايات القرن العشرين نضالا حضاريا فلسطينيا مُميَّزا، تؤشِّر على حقنا العادل، وتدعم مسيرتنا خلال الانتداب البريطاني، والاحتلال الإسرائيلي.
حاولتْ إسرائيلُ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أن تدمج العملياتٍ الفدائية بالإرهاب، عندما قام الفلسطينيون في ستينيات، وسبعينيات، وثمانينيات القرن الماضي، بتنفيذ عمليات فدائية لجذب أنظار العالم إلى مأساتنا، وكانت تلك العمليات لتحرير أسرانا في سجون الاحتلال، فقد نفذت التنظيمات الفلسطينية عمليات اختطاف الطائرات، ونفَّذت عمليات حتى في قلب إسرائيل، مثل عملية فندق، سافوي، في تل أبيب 1975 وغيرها.
حاولت إسرائيل أن تربط بين تلك العمليات والإرهاب، ولكنها لم تُفلح في ذلك، ويعود سببُ فشل إسرائيل، إلى وعي أحزابنا بتلك الخطة، ومحاصرتها إعلاميا ، ويعودُ السببُ أيضا إلى قدرات أحزابنا الفكرية والثقافية، ونشاط مفكرينا ومثقفينا في العالم، وجهودهم المستمرة لتحشيد الرأي العام العالمي.
لم ييأس المتآمرون على قضيتنا الفلسطينية العادلة ، ذات الرداء الحقوقي الحضاري، من إلباس هذه القضية عباءات التطرف والإرهاب، بتشجيع ظهور تيارات وأحزابٍ أصولية، واستنبات بعض تلك الأحزاب في دفيئات المخابرات الأجنبية، لغرض تفكيك مركز قوة القضية الفلسطينية العادلة من داخلها. تمهيدا لإذابتها وإنهاء وجودها.
لذلك فقد اقتضتْ المؤامرة إدخال القضية الفلسطينية والفلسطينيين، بيت الطاعة الإرهابي، بوسائل عديدة، أبرزها توريط الشخصيات الفلسطينية في المنظمات الإرهابية العالمية في بؤر الصراع في المنطقة، كما حدث في تنظيم القاعدة.
وليس غريبا ما يحدث في مخيم اليرموك في سوريا، فهو تابعٌ للمسلسل ذاته، باعتبار هذا المخيم بتراثه الطويل، آخرَ معاقلِ النضال الفلسطيني، فليس غريبا أن تجري آخرُ عمليات تلويث النضال الفلسطيني الشريف بالإرهاب، فإقحام فلسطينيي اليرموك، ودفع بعضهم، ممن بقوا في المخيم وإرغامهم أن ينضووا تحت ألوية الإرهاب الداعشي، كما جاء في أحد منشورات التنظيم، يدعو المنشورُ فلسطينيي المخيم إلى إعلان المبايعة للغازين الجُدد، وإلا، فإنهم سيقطعون رؤوسهم ويذبحونهم!!
وهذا بالتأكيد لا يُسيء إلى النضال الفلسطيني العادل فقط، بل إنه سيجعل بقية العرب وأنصار العدالة والسلام في العالم، ينصرفون عن دعم القضية الفلسطينية العادلة، ويطوون صفحتها إلى الأبد، لارتباطها بالإرهاب، تمهيدا لتصفيتها نهائيا!

كاتب فلسطيني:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات