الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

عملية الاختطاف المزعومة وتداعياتها المحتملة

  • 01:59 AM

  • 2015-04-06

زياد أبو زياد:

عملية الاختطاف المزعومة التي ادعتها إسرائيل قبل أيام ثم تراجعت عنها واعترفت بأن لا أساس لها من الصحة ، تثير الكثير من التساؤلات حول الأهداف التي تكمن وراءها ، ولا يجوز الاستهانة بها أو المرور عليها مر الكرام. فقد قامت إسرائيل وفور ورود إشارة بأن مواطنا إسرائيليا قد اختطف باستنفار قواتها وإغلاق منافذ قرى ومدن فلسطينية وخاصة في منطقة الخليل ، والبدء بمداهمات للقرى وتفتيش بيوت المواطنين والتعامل بقسوة معهم واعتقال العشرات قبل أن تضطر للاعتراف في وقت لاحق بأنه لم تكن هناك عملية اختطاف وأن كل القصة مفتعلة.

وهنا لا بد من تسجيل أن بيوتا اقتحمت وفُتشت وأن عشرات المواطنين قد اعتقلوا وأن هناك الكثيرين ممن تعرضوا للتنكيل أو الاهانة أو الخوف والقلق في أحس الأحوال.

هذه الحقيقة تُعيد للأذهان الحملة الواسعة النطاق التي شنتها إسرائيل في أعقاب اختطاف ثلاثة مستوطنين في ٢٢-٦-٢٠١٤ والتي قامت إسرائيل على أثرها بحملة مداهمات واعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية استمرت أحد عشر يوما وأسفرت عن اعتقال أكثر من 350 مواطنا بالضفة من بينهم العديد من قادة حركة حماس وإعادة اعتقال معظم إن لم يكن جميع محرري صفقة شاليط واستشهاد خمسة مواطنين ، ومداهمة عشرات المؤسسات في الضفة الغربية ومصادرة موجوداتها وإصدار أوامر بإغلاقها.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد أعقب ذلك هجوم عسكري شامل على قطاع غزة في الثامن من تموز استمر حوالي سبعة أسابيع وأسفر عن استشهاد أكثر من 2300 مواطن 70% منهم من النساء والشيوخ والأطفال ، وقرابة 11000 جريح منهم العديد ممن أصيبوا بإعاقات جسدية ، وتدمير أكثر من سبعة آلاف منزل بالكامل وإلحاق الضرر بحوالي 98 ألف منزل آخر منها عشرة آلاف منزل لم تعد صالحة للسكن ، مما أدى إلى تشريد أكثر من 520 ألف مواطن باتوا دون مأوى فلجأوا إما إلى المدارس أو أقاموا فوق أطلال منازلهم المدمرة.

هذه الصورة البشعة المؤلمة لا بد وأنها قفزت إلى ذاكرة كل أولئك الذين كانوا ضحية العمليات العسكرية المذكورة ودفعوا الثمن من أرواح أعزائهم أو بيوتهم أو السجن الذين ما زالوا يعيشون تداعيات حرب غزة ، . وهذه الصورة أيضا هي ربما ما كان يتمناه أولئك العابثون الذين اختلقوا قصة الاختطاف المزعومة وجلسوا يفركون أيديهم يرقبون ماذا سيفعل جيشهم ضد الفلسطينيين.

ولقد ذكر العديد من المراقبين والمحللين السياسيين بما فيهم عدد من الاسرائيليين بأن السلطات العسكرية الاسرائيلية قد حصلت على معلومات منذ اختفاء المختطفين الثلاثة بأنهم لم يعودوا على قيد الحياة ولكنها استمرت في عملياتها بحجة البحث عنهم منتهزة الفرصة لتصفية الحسابات وتوجيه ضربة موجعة لحركة حماس بحجة البحث عن المختطفين الثلاثة ومعاقبة الذين قاموا باختطافهم بالرغم من أن الناطق بلسان الشرطة الاسرائيلية اعترف في ٢٥-٧-٢٠١٤ بأن الذين قاموا باختطاف المستوطنين الثلاثة ينتمون إلى حركة حماس ولكنهم فعلوا ما فعلوا بشكل فردي وبدون تعليمات من قبل قيادتهم في غزة ، ثم تراجع عن ذلك بعد أن تباهى أحد قادة حماس في تركيا وأعلن بأن حماس هي التي قامت بالاختطاف مما أدى إلى استغلال أقواله لإعطاء المصداقية والتبرير للاجراءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين!

ترى ماذا كان يمكن أن يحدث لو ظل ذلك الاسرائيلي المختطف المزعوم قبل أيام مختبئا وقوات بلاده تبحث عنه؟ ألم تكن تلك القوات ستُقدم على اعتقال المئات والاستمرار في مداهمة المنازل وترويع المواطنين العرب ولربما قامت في وقت لاحق بزج غزة في حرب جديدة لا يد لها فيها؟!

من هنا أقول بأن لعبة الاختطاف المزعومة ليست فقط مزحة سخيفة وإنما هي عمل أريد به تحريك القوات الاسرائيلية العسكرية وغير العسكرية لتقوم بعمليات تنكيل بالفلسطينيين تروي ظمأ قلوب وعقول اليمين الاسرائيلي المتطرف ، وعلى الجهات الاسرائيلية المختصة أن تضمن بألا يتكرر مثل هذا التحريض ضد الفلسطينيين.

فهذا اليمين المتطرف والذي يجد متعته في قطع أشجار الزيتون والاعتداء على المقدسات والمساجد والمقامات الدينية الاسلامية والمسيحية والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل في أي فرصة ينفرد بأحد منهم ، لن يدخر فرصة للايقاع ضد الفلسطينيين وجر الجيش والأمن الاسرائيلي للقيام بعمليات تنكيل وترويع وقتل ضدهم.

لقد فقد هذا الاحتلال كل معايير القيم والأخلاق وأصبح يتصرف بشكل سافر ضد كل القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية التي تحدد كيفية التعامل مع المدنيين في أيام الحرب ومع من يقودهم حظهم العاثر لأن يكونوا قريبا من ساحات القتال.

ونحن في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث لا حول ولا طول لنا ، ولا توجد عندنا قوة عسكرية تحمينا من الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم ، فإننا بأمس الحاجة إلى حماية دولية تحمي أرواحنا وأملاكنا وحقوقنا في أرضنا ومصادرنا الطبيعية. وإلى أن يتم ذلك فإن أحدا لا يستطيع إعفاء الاحتلال من مسؤولياته ومن واجبه في كبح جماح مستوطنيه ومتطرفيه وضرورة عدم الانجرار وراء مكائدهم ومحاولاتهم الحثيثة للاضرار بالفلسطينيين بشتى الوسائل.

كاتب فلسطيني:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات