السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ماكينة الخياطة تحتضر في غزة

  • 02:29 AM

  • 2015-03-14

غزة - " ريال ميديا":

وهي تجلس خلف ماكينة الخياطة الخاصة بها لتحيك ثوبا بني اللون لزبونة تتردد عليها، تتمنى الفلسطينية سرّية عبد الله، أن تعود مهنتها التي ورثتها عن والدتها، قبل أعوام، إلى عصر الازدهار والانتعاش.

فمنذ نحو سبع سنوات، لم يعد يقصد السيدة الفلسطينية (55 عامًا)، سوى عدد قليل من النساء، بعد أن كان يزدحم مشغلها الصغير في إحدى غرف منزلها، بالعشرات من النسوة.

متحدثة مع وكالة الأناضول، تقول عبد الله: “أعمل في مهنة الخياطة منذ أن كنت فتاة في الرابعة عشر من عمري، لقد ساعدت والدتي كثيرًا، وورثت هذه الحرفة عنها، إنها مصدر رزقنا الوحيد”.

و”الخياطة” كانت من أكثر المهن انتشارا في قطاع غزة قبيل اندلاع انتفاضة المسجد الأقصى عام 2000، وعمل فيها الآلاف من سكان غزة، البالغ عددهم نحو 1.9 مليون نسمة على مساحة 360 كيلومتر مربع فقط، ما يجعله أحد أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان.

لكن الإجراءات الإسرائيلية العقابية تسببت في إغلاق مئات المصانع الصغيرة، بعد فرض الحصار على القطاع، ومنع تصدير البضائع منه، ردا على فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية عام 2006، ثم سيطرتها بالقوة على غزة في العام التالي. وتستمر في إسرائيل في حصارها رغم تشكيل حكومة توافق وطني أدت اليمن الدستورية أمام الرئيس محمود عباس في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.

وتحاول الخيّاطة الخمسينية أن تعوض خسارتها باللجوء إلى “إصلاح الملابس″ مقابل أجر زهيد، تسد به احتياجات أطفال ابنتها الأيتام، الذين توفي والدهم قبل عدة أشهر، كما تقول.

و”توقف 780 مصنعا عن الخياطة في غزة من أصل 920 مصنعًا، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ نحو ثماني أعوام، فضلا عن خسارة آلاف الفلسطينيين لفرص عملهم في تلك المصانع″، وفقا لمحمد أبو شمالة، المدير التنفيذي لـ”اتحاد صناعة الملابس والنسيج” في غزة.

أبو شمالة يوضح، في حديث مع وكالة الأناضول:” لقد كانت الخياطة مزدهرة بشكل كبير في غزة، إلا أن ظروف القطاع جراء الحصار ، أدت تدمير وإضعاف هذه المهنة”.

وكان قطاع غزة يتمتع بسبعة معابر تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، فيما يخضع المعبر السابع، وهو رفح البري، للسيطرة المصرية.

لكن إسرائيل، أقدمت بعد سيطرة “حماس″ على غزة، على إغلاق 4 معابر والإبقاء على اثنين، هما كرم أبو سالم، كمنفذ تجاري، وبيت حانون (إيرز) كمنفذ للأفراد.

فيما تغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، في يوليو/تموز 2013، وما أعقبه من هجمات استهدفت مقار أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة لغزة.

وفي مواجهة هذه الأزمة كان الحل الوحيد أمام محمود اليازجي، الذي يعمل في مهنة الخياطة منذ 26 عامًا، هو مصنع لحياكة ملابس الأطفال، لتوفير مصدر رزق لعائلته، بعد أن كان من أصحاب أكبر مصانع النسيج في غزة.

وبينما يحيك ثوبا لطفل، يقول اليازجي، لوكالة الأناضول: “توقف العمل في مصنع النسيج منذ نحو 5 سنوات، وتكبّدت خسارة كبيرة لعدم سماح إسرائيل لنا بالتصدير، ولجأت إلى هذه العمل، فأنا لا أتقن أي حرفة أخرى”.

ومنذ أكثر من سبع سنوات، أوقفت السلطات الإسرائيلية تصدير غالبية المنتجات والبضائع من غزة إلى الخارج، إلا أنها سمحت مؤخراً بخروج شحنات صغيرة من البضائع، يرى مراقبون اقتصاديون أنها لن تترك صدى إيجابيا على الاقتصاد المدمر في القطاع.

ويصف اليازجي الإقبال على منتجاته بـ “الضعيف”، موضحًا: “بالكاد أوفر الحد الأدنى من احتياجات عائلتي المكونة من سبعة أفراد، فالناس تختار شراء الثياب المستوردة ومن أهمها الصينية التي تعتبر أقل جودة وثمنًا، في ظل البطالة والفقر المنتشر في القطاع″.

اليازجي، الذي ورث المهنة عن والده، يتابع بقوله: “كان عدد العمال في مصنعي 15 عاملا، الآن وصل عددهم إلى ثلاثة فقط، ونعمل ليومين في الأسبوع، وحسب موعد عودة التيار الكهربائي”.

ومنذ 8 سنوات يعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف 2006، ما دفع السكان إلى العيش وفق جدول توزيع يومي بواقع 6 ساعات وصل للكهرباء و12 ساعات قطع.

ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الشهر الماضي، فإن معدل البطالة في غزة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بلغ 42.8 %، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل قرابة 194.7 ألف.

قبل عام 2007 كان نضال حبوب ينتج في مصنع “الشركة الوطنية للصناعات والنسيج”، 5 أطنان من القماش يوميًا، بينما الآن لا يتجاوز إنتاجه 2 طن شهريا.

حبوب يضيف، في حديث مع وكالة الأناضول: “في السابق كنّا نصدر منتجاتنا إلى الضفة الغربية وإسرائيل، وكانت تلقى رواجًا كبيرًا، حاليًا التصدير متوقف منذ عدّة سنوات”.

ويقدّر حبوب نسبة الخسارة التي لحقت بمصنعه بسبب تعطله عن العمل بـ 80%، مضيفا أن عدد العمال في مصنعه تقلص إلى 25 عاملا فقط بعد أن كان 110 عمال.

ويمضي قائلا: “نواجه في عملنا العديد من الصعوبات، أبرزها الحصار الإسرائيلي، فمثلا لدينا بضاعة محجوزة دون أي سبب في معبر إيريز (بيت حانون.. الخاضع للسيطرة الإسرائيلية) بالإضافة إلى الانقطاع الطويل في الكهرباء، الذي تسبب في حدوث أعطاب في عدد من الماكينات”.

وتضرر مصنع حبوب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، في يوليو/ تموز الماضي، وبلغت نسبة الأضرار، على حد قوله، “1.5 مليون دولارعلى أقل تقدير”.

هداية الصعيدي ـ (الاناضول)

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات