الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

استضاف الجلسة مركز الحوراني بغزة

مشاركون في "جلسة صالون نون الأدبي" يسردون أبرز المحطات في حياة يسرى البربري رائدة العمل النسوي في قطاع غزة

  • 10:24 AM

  • 2015-03-05

غزة – " ريال ميديا":

استضاف مركز الحوراني  جلسة صالون نون الأدبي التي جاءت تحت عنوان " يسرى البربري رائدة العمل النسوي في قطاع غزة" حيث افتتحت الأستاذة فتحية صرصور الجلسة بالترحيب بالضيوف وقالت:" إن المرأة هي الرائدة في جميع المجالات؛ فهذه كريمة عبود أول امرأة فلسطينية مصوّرة، عملت كمعلمة في مدرسة شنلر، ولم تقف عند الوظيفة، تعلمت حرفة التصوير على يد كبار المصورين في فلسطين فتركت إرثا كبيرا تجسد فيه مجموعتها الفوتوغرافية التي صورتها على مدى ربع قرن. وقالت إن المرأة قادت العمل التطوعي الخيري، كما دعمت المناضلين وشاركتهم العمل النضالي".
من ناحيته قال الأديب غريب عسقلاني: يسعدني أن أكون أحد الأحفاد الذين جاءوا لهذا المحفل الثقافي ليحتفلوا بــ يسرى البربري السنديانة السمراء، فلطالما رافقني السؤال كلما وقفت السنديانة السمراء, كيف تمتلك هذه السيدة هذا الحضور الأخاذ, وكيف يعبر شموخ البساطة عن طاقة داخلية تتحفز للنزال, من أجل الوصول إلى وطن السعادة والحرية والاستقلال، تنظر إليك تقرأك وتبسم تدرك ما يصطرع في نفسك فتبادرك الى حوار مقتضب يضع النقاط على الحرف, تدرك أن هذه السيدة مكتنزة بالمهام والنشاط, مسكونة بالمستقبل، هي يسرى البربري التي واصلت الرحلة تسع عقود حافلة بالعطاء." وأضاف: "إنها امرأة تجاوزت المألوف وحفرت اسما في التاريخ الفلسطيني، فلا يمكن تجاوزها لأكثر من سبب، لكن يقف على رأس هذه الأسباب انتماءها الوطني وديناميكية عقلها الذي لا يعرف السكون، كان همها الأساسي هو الوصول لاستقلال الوطن الفلسطيني في مظلة العقل والحرية" وأشار عسقلاني إلى أن يسرى البربري حضرت الى الدنيا في العام 1923م وغادرت في العام 2009م وتركت في الحياة الفلسطينية بصمات واضحة وما زالت تعطي ثمارها"
وأوضح أنها "ولدت لأسرة تحترف التجارة وتعتني بالتنشئة متجاوزة زمانها، متيحة الفرصة لمن ينبغ، ومن يريد الوصول لغايته، درست في القدس بمدرسة شميت حتى نالت ما يوازي الشهادة الثانوية أو المترك البريطاني في ذلك الوقت، كانت يسرى تجيد اللغتين الإنجليزية والألمانية، وأصبحت على إجادة تامة باللغة الفرنسية قراءة وكتابة ثم انطلقت لتكمل دراستها الجامعية بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، فدرست العلوم الاجتماعية والتاريخ، وتخرجت بعد النكسة عام 1949م وبدأت في دراسة الماجستير حول نضال الشعب الفلسطيني, تحث إشراف المؤرخ المعروف الدكتور اشرف غربال, فكانت المرأة الجامعية الأولى في فلسطين من أسدود وحتى بئر السبع ، وعملت في التعليم، متدرجة من معلمة فمديرة لمدرسة الزهراء الثانوية في مدينة غزة, ثم مفتشة للاجتماعيات عملت على تأسيس أول معهد معلمات في غزة، كما طورت مساقات التعليم ووضع برنامج لتأهيل المعلمات".
أما على المستوى النضالي؛ فأوضح عسقلاني أن يسرى "كانت تحمل همّا آخر، فهي المثقفة التي تحيّد العاطفة عن مصلحة الوطن، وأهم ما يميز يسرى أنها لا تخضع لمآسي الماضي، بل تستشرف المستقبل، وكأني بها تقول من يؤمن بالغد فليتبعني سأتعبه ولا يتعبني" وأضاف بأن "من ينظر ليسرى يقف بهيبة ليغترف شيئا من صبر هذه السيدة، فهي أول من أسس فريقا لتنس الطاولة للفتيات، فكانت هي المسئولة وهي المدربة واللاعبة والناشطة"
وقال عسقلاني : "أصبحت يسرى قائدة اجتماعية وسياسية وتربوية في قطاع غزة, مثلت فلسطين في الكثير من الفعاليات الدولية, في الصين والسويد, مما أهلها لتكون واحدة من خمس نساء فلسطينيات, رشحن عام 2005 م لنيل جائزة نوبل للسلام، وهي عضو مؤسس للاتحاد النسائي 1964م، كان أول إتحاد نسائي أسس في فلسطين وكانت يسرى رئيسة الاتحاد في غزة، صنعت من الاتحاد مدرسة، فجعلته يمول نفسه بنفسه، حيث ألحقت به مصنعا للحياكة، واستنهضت النساء اللاتي يجدن التطريز، ليعملن ويقوم الاتحاد بتسويق أعمالهم عملت على تمكين النساء في شتى مناحي الحياة من تعليم الحرف والحفاظ على التراث الفلسطيني وتنمية المواهب في شتى المجالات." وأشار إلى أنها كانت عضو يسرى مؤسس في المجلس الوطني، وكانت دائما تمثل فلسطين عن غزة".
وعن علاقته بها قال العسقلاني: "لم أتعامل مع يسرى كثيرا، لكننا كنا معا في معية الدكتور حيدر عبد الشافي، فكنا من جنود الحملة الثقافية وكنا دائما أصحاب الحلم لنتجاوز الآتي" وقال: لن أطيل في تعداد مناقب الراحلة العظيمة, وسأترك الكثير من التفاصيل لشهود الحالة اللواتي رافقنها رحلتها في الحياة, تلميذات في مدرستها, رفيقات عاملات في رحلتها, ورائدات أخذن منها من زاد مكنهن من مواصلة الرحلة، نستمع منهن ومن المشاركين في هذا اللقاء الذي أقيم على شرف يسرى الغائبة الحاضرة فينا ، فنحن هنا في رحاب صالون نون الأدبي نمثل أجيالا ثلاثة؛ جيل صديقاتها ومن عملن معها، جيل من تتلمذن على يديها، وجيل الأحفاد ممن سمع من والدته عنها، نحن في حضرة الجمال والنضال"
واختتم الأستاذ غريب حديثه بالقول: "يجب أن يكون تراثها محفورا بالوجدان الفلسطيني لنستكمل المسيرة"
من ناحيتها تحدثت ليلى قليبو تلميذة يسرى البربري ورفيقتها بالعمل وسردت بعضاً من سيرتها الذاتية قائلة :" ولدت يسرى في العام 1923م في أسرة عربية فلسطينية وطنية مثقفة، وتلقت دراستها الابتدائية في غزة، وأكملت تعليمها الثانوي في مدرسة شميدت بالقدس، ثم التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرجت بالعام 1949م، فكانت أول جامعية في قطاع غزة
كان همها آنذاك القضية الفلسطينية فحضرت أطروحة الماجستير بعنوان "كفاح ونضال الشعب الفلسطيني"
وأضافت بأنها :"بدأت عملها في المجال التربوي حيث عملت في مدرسة بئر السبع، وكانت معلمة ثم ناظرة لمدرسة الزهراء الثانوية للبنات، وقد كنت من تلميذاتها عام 1952م، وكانت ناظرة لمعهد المعلمات بقطاع غزة ، واختتمت عملها التربوي مفتشة مواد اجتماعية في مدارس قطاع غزة " .
أما عن نشاطها الاجتماعي والنضالي فقالت قليبو بأن يسرى البربري :" كانت منذ طفولتها تسعى إلى عمل الخير عن طريق جمع التبرعات لمنكوبي أحداث الأقصى في ذلك الوقت ، وكانت تشارك في جميع النشاطات المعادية للصهيونية واشتركت في العمل الوطني ضد مشروع توطين اللاجئين في سيناء، كما شاركت في مقاومة الاحتلال بكافة المجالات".
أما عن عملها في الجمعيات فقد كانت عضوا فاعلا في كثير من الجمعيات منها بحسب ما أوضحت قليبو: جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة ، جمعية المحاربين القدماء، عضو في مجلس إدارة جمعية المعاقين، كما أنها أسست جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني بغزة عام 1964م، ولايزال يمارس نشاطاته لتحقيق أهدافه"
أما عن نشاطها السياسي فقالت قليبو :" كان نشاط يسرى السياسي لا يقل عن نشاطها التربوي والاجتماعي، فقد شاركت في العديد من المؤتمرات السياسية التي تعقد في الخارج للدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وكانت أول سيدة شاركت في وفد فلسطيني لهيئة الأمم المتحدة عام 1963م، وكانت لها مواقف وطنية جريئة في كثير من الأحداث". وأضافت قليبو: لا أنسى يوما زار الجمعية الحاكم الإسرائيلي، فطلب منها إنزال خريطة فلسطين ولوحة الفتاة التي ترفع العلم الفلسطيني فرفضت بشدة وكبرياء، كما كانت تنتهز فرصة زيارة الوفود الأجنبية للجمعية، فتقوم بشرح القضية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت والتي لا تزال مستمرة حتى وقتنا الحاضر"
وتحدثت صهباء البربري ابنة أخ يسرى ، أرملة الشهيد المناضل معين بسيسو وقالت :" عمتي يسرى نموذج نبيل لنضال المرأة، وستبقى نبراسا حيّا لكل السيدات والنساء والآنسات ، لقد كانت تعمل لأجل تحرير وطن يبني ولا يدمر، وهي نموذجاً لكل فلسطينية تقف بشموخ وكبرياء أمام الصلف اليهودي " واستدعت صهباء الماضي قائلة: "عندما كنت في جامعة القاهرة، كنت عضوا فاعلا في اتحاد طلاب فلسطين وكان يترأسه الرئيس المرحوم ياسر عرفات ، وعندما كنت معلمة كان لابد لي وأن أعمل على بث روح الوطنية في نفوس الطالبات من خلال الدروس، إلا أن بعض النفوس المريضة كانت لنا بالمرصاد ، تمت ملاحقة عناصر الحزب الشيوعي، وتم إلقاء القبض علي، وبعد ساعة من إيداعي في السجن، بمنتصف الليل لحقت بي عمتي يسرى تحمل شنطة صغيرة بها الأدوات اللازمة لي حاولوا منع إدخال الشنطة لكن بشخصيتها القوية تحقق لها ما تريد " وأضافت :" انتقلت من السجن الخيري لسجن القناطر، ثم أفرج عني بعد عام وثلاثة أشهر وعدت لغزة وعمتي يسرى داعما دائما لي" .
بعد أن أنهت السيدة صهباء حديثا عن عمتها المبدعة كانت الكلمة للصحفي خميس الترك أبو نادر الذي عايش المرحومة وكان له معها لقاءات متعددة، جاء أبو نادر مصطحبا الصور والوثائق التي تشرح محطات من حياة يسرى البربري ثم ابتدأ حديثه بالقول: إن كان لمصر هدى شعراوي يفتخرون بها، فإن لنا في غزة يسرى البربري، هذه المرأة العظيمة كانت وراء تنظيم أكبر مسيرة في غزة مما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يذعن لطلب فرز أحمد حسن عبد اللطيف ليكون حاكما لغزة" ، وتحدث الترك عن واقعة حدثت مع يسرى المناضلة فيقول: لقد رفضت الإسرائيليات استقبال يسرى وفريقها لأنها تحمل العلم الفلسطيني، لكنها ناضلت وأصرت على الدخول بالعلم ورفعته في الأمم المتحدة"، عرض الترك عددا من الصور التي تؤرشف لحياة يسرى البربري.
ثم كانت الكلمة لــ زينب الغنيمي التي قالت: " عرفت الأستاذة يسرى وأنا ابنة الثانية عشر من عمري حيث كنت زهرة في الكشافة، أشارك في استقبال كبار الضيوف" مضيفةً :" كان مؤشرا مهما بالنسبة لي أن أكون في الاتحاد النسائي، ولم يكن يخطر على بالي أنني سأعمل في ذات المكان، لقد عملت بالاتحاد النسائي في العام 1971م لمدة عام كنت أنتظر به موعد الالتحاق بالجامعات المصرية ، و تعلمت من يسرى الكثير، وجزء من شخصيتي القوية وفكرة المرأة التي تدرك ما تريد رسخت في نفسي مما تعلمته من الأستاذة يسرى" وتابعت :" بعد عام 1967م كانت الأستاذة يسرى أول شخصية تصل لبيوت المعتقلين السياسيين باسم الاتحاد النسائي لتقدم المساعدات وفي ظروف صعبة ، لقد عايشت تلك الأيام وواكبت مسيرة تأسيس الهلال الأحمر وبنك الدم، وأعرف كيف تم التأسيس، كنت من القلائل في غزة ممن يجيدون الطباعة على الآلة الكاتبة، كنت أجلس في غرفة مغلقة لأطبع لهم كل ما يريدونه من توثيق لنشئة الهلال والبنك"
وقالت إن :" ما يميز العمل مع يسرى أننا كنّا نعمل بحب وثقة، بلا شكوى أو تذمر، ودون النظر للمردود المادي، لقد كنت أتقاضى ستين ليرة إسرائيلية، لكن بالمقابل فالأستاذة يسرى تقدر من يعمل معها، فعندما حان موعد سفري للجامعة وكان الوضع المادي لعائلتي ضعيفا بحكم تقاعد الوالد وعدم وجود مورد آخر للمعيشة، أذكر أن الأستاذة يسرى صنعت لي طقمين هما ما اعتمدت عليهما كزي خلال عامي الأول بالجامعة". واختتمت حديثها بالقول:" أنا فخورة بأنني تلميذة من تلميذات الأستاذة يسرى البربري".
وكانت المداخلة للدكتور سويلم العبسي الذي قال: " أستذكر عندما زرنا منزل السيدة صهباء أنا والشاعر جمال النجار وجدت ورق تواليت مكتوب عليه أجمل أغنية فلسطينية "يا قدس يا حبيبتي" ، وأضأف: نحن نعمل الكرنفال الشعبي الفلسطيني يتناول الحكاية والشعر الشعبي والقصيدة والأهزوجة والدبكة، تحت عنوان لا لتهويد المقدسات والتراث، وأرجو من عائلة يسرى أن يكون لكم دورا في هذا المهرجان الذي سيكون صرخة ضد التهويد".
أحمد أبو شاويش (ابو معن) قال: "لم يقدر لي أن أرى الأستاذة يسرى، لكن قُدر لي أن كنت في العام 1955م طالبا بكلية غزة التي كانت قريبة من مدرسة الزهراء التي كانت تضم الطالبات من شمال القطاع لجنوبه، كنت أسمع الطلاب يتحدثون عن السيدة التي تدير المدرسة الوحيدة في غزة بحزم وقوة ومنتهى النظام، بحكم جوار الكلية لمدرسة الزهراء كانت البيئة لها خصوصيتها في هذه المنطقة، لم تكن الطالبات محجبات، ثلاث سنوات وأنا في الكلية وأرى البنات المتحررات، لكننا لم نرى أو نسمع عن أمر خارج عن الأدب، أو خارج عن النص" وتابع :" أعتقد أن تلك الفترة كانت هي الفترة الذهبية للفتاة الفلسطينية بغزة، وبحكم الوضع الاجتماعي الذي كان للفتاة، كانت متحررة، وطنية، على خلق، منضبطة، أفرزت فتاة أدت بمراحل لاحقا في العمل الوطني الفلسطيني أدوارا رائعة" .

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات